حكومة بن بريك "مناشدة الفشل... اعترافٌ أخير قبل السقوط"
لم تكن مناشدة الحكومة اليمنية، اليوم، للسعودية والإمارات لتقديم دعم مالي عاجل، سوى اعتراف رسمي بالهزيمة الكاملة والعجز التام عن إدارة الدولة، بل عن مجرد لجم الانهيار المتسارع للعملة الوطنية.
الحكومة التي لم تتخذ حتى اليوم قرارًا اقتصاديًا واحدًا جادًا، لا تحتاج من يمدّ لها يد الإنقاذ، بل تحتاج من ينتزع من يدها أدوات الفشل، ويضعها في يد رجال يمتلكون الشجاعة لاتخاذ قرارات إصلاحية تلامس الواقع وتوقف النزيف.
هل تحتاج الحكومة لمعجزة كي تعلن موازنة مالية واضحة؟
هل يعجز بن بريك – رئيس الوزراء ووزير المالية في آنٍ معًا – عن فرض السيطرة على الإيرادات؟
أم أن العجز متعمدٌ ومقصودٌ لإبقاء اليمن رهينة لابتزاز الدعم الخارجي؟
الحديث عن الإصلاح يبدأ من حيث تنتهي الخيانة.
وأول أبواب الإصلاح هو إعادة تصدير النفط، مصدر القوة الاقتصادي الوحيد القادر على كسر حالة الإفلاس والتجويع، لكنه مؤجل... لأنه ممنوع، أو لأن من في الحكم لا يريد مواجهة المافيا.
كيف يمكن القبول بحكومة إيراداتها الجمركية والضريبية لا تتجاوز 750 مليار ريال، بينما تحقق المليشيات التابعة للاحتلال الإيراني أكثر من 3 تريليون ريال (عملة قديمة) – ما يعادل نحو 18 تريليون وفق سعر صرف مناطق الحكومة؟
أي عار اقتصادي هذا؟ وأي خذلان للشعب يُرتكب في وضح النهار؟
على بن بريك أن يواجه الحقيقة، فإن كان يمتلك ذرة شجاعة فعليه تقديم استقالته فورًا، فبقاؤه على رأس هذه الحكومة بات يعني شيئًا واحدًا: استمرار الانهيار وتسريع الانفجار.
والأدهى من ذلك، أن السعودية – التي تُطالب اليوم بإصلاحات جادة كشرط لتقديم أي دعم مالي – هي ذاتها من فرضت هذه الحكومة الفاشلة، وباركت تعيين الفاسدين والمستسلمين، ثم رفعت سقف مطالب الإصلاح وهي تعلم أنهم عاجزون عن تحقيقها!
ما نعيشه اليوم ليس مجرد أزمة نقدية… بل انكشاف شامل لمشروع سلطة فاقدة للإرادة، فاشلة في الأداء، مرتهنة للخارج، وفاقدة لثقة الداخل.
لقد أصبحت اليمن على حافة الانهيار الشامل – اقتصاديًا، سياسيًا، واجتماعيًا – ولم يتبقَ سوى "شعرة" واحدة، وقد تُقطع في أية لحظة.
إن كان في هذه الحكومة رجلٌ رشيد، فليتقدّم اليوم لا بمناشدة، بل باستقالة…
فلا كرامة في البقاء على قاربٍ مثقوب، ولا شرف في التفرّج على غرق شعب كامل ، المواقف لايقدم على اتخاذها إلا الرجال ، والرجولة تعني تحمل المسؤولية ، ودون ذلك أشباه رجال ،
#سيف_الحاضري
#اعتكف_منزلي