هل يريد العالم اليمن أن تكون وطن أم مجرد حاجز أمني لمنع الخطر
كلما صدر بيان دولي يمتدح اليمن على تصديه للحوثيين أو إحباط عمليات التهريب، يراود اليمنيين سؤال لا يغيب:
{هل يريد العالم لنا وطنًا؟ أم مجرد حاجز أمني يُبعد الخطر عن ما وراء الحدود؟}
التهنئة الأخيرة من واشنطن، على اعتراض شحنة ضخمة من الأسلحة وكمية هائلة من الحبوب المخدرة، تُثير الامتنان، نعم... لكنها تكشف شيئًا أبعد من الثناء. ان العالم يريد اليمن نقطة تفتيش دولية. ، لا كدولة تستحق مشروع حياة.
رغم أن أدوات بناء الدولة موجودة، لم يتخذ العالم خطوة جدية لإنعاش كيان اليمن.
المجتمع الدولي يبدو وكأنه ارتاح لفكرة "إدارة الأزمة" بدلًا من حسمها. الأمن أولًا... حتى لو كان الثمن هو تآكل الدولة نفسها.
الولايات المتحدة تُدين الحوثي، لكنها تتجنب ضغطًا حقيقيًا على إيران... تتحدث عن وحدة اليمن، لكنها تموّل مشاريع تُقسّمه.
السعودية... منذ عام 2017م ترسم حدودًا لنفوذها: على تقاسم الشمال مع الحوثيين بشكل غير معلن ، وتنسيق وتقاسم مع الامارات والجنوب والنتيجة ؟ .. بلد منقسم، مليء بالسلاح، تغيب فيه سلطة واحدة واضحة، ويتحول إلى لوحة أمنية مبعثرة لا مركز لها.
اليمن في نظر العالم: مجرد شاشة مراقبة؟..
المأساة ليست فقط في الحرب... بل في الطريقة التي يُنظر بها إلى اليمن. وكأننا لسنا شعبًا له ذاكرة وتاريخ، بل مجرد رقعة للمراقبة، منطقة تماس أمني.
لكن الأوطان لا تُبنى بتفاهمات مؤقتة ولا تُحمى بالكاميرات.
اليمني اليوم عالق بين بندقية لا ترحمه وتبعية لا تنقذه. لا مشروع وطني ولا مركز سياسي.
السؤال الاهم.. هل لا يزال الحلم قائمًا؟احواب، نعم، وبقوة.
لا تزال هناك نخب صامدة. مجتمع حي لم يُطفأ رغم الخراب.
والحل الوحيد؟ دولة مدنية قوية تحتكر السلاح وتعيد السيادة لأهلها... لكن هذا ليس وعدًا يُكتب في بيان... بل قرار دولي صارم وموقف لا يتجزأ.
الوهم الاستراتيجي
المراهنة على استمرار الفوضى ليست سياسة... إنها انتحار ببطء.
استمرار الحوثي كأمر واقع، وتشرذم الجنوب، لن يخلقا استقرارًا، بل نقطة انفجار.
السعودية قد تُدير الملف ، لكنها لا تُمسك بالوطن. . وكل يوم تأخير يمنح الحوثيين شرعية، ويحوّلهم من ميليشيا إلى طرف سياسي على طاولة التفاوض.
وهذا ليس خطرًا على اليمن فحسب، بل على السعودية أيضًا.
فبقاء الحوثي هو بقاء إيران في خاصرتها، تفعل بها ما تشاء.
الختام؟ قرار وليس ترفًا
على السعودية والعالم أن يقررا:
إما أن تدعموا دولة يمنية واحدة، مدنية، قوية، وإما أن تتركوا النار تتمدد خارج السيطرة... لأن التاريخ لا يرحم الفراغ، واليمن لا يقبل أن يُختصر في نقطة تفتيش.
.