مجلس القيادة .. العقل زينة... فاستقيلوا قبل أن تُقالوا!

Author Icon سيف الحاضري

يوليو 26, 2025

الواقع الذي يعيشه الداخل اليمني يؤكد أننا نُساق إلى جحيم "الفراغ السياسي" على مستوى أعلى هرم السلطة الشرعية. أما الحديث المتداول عن تغييرات مرتقبة، فلا يعدو—إن صح—عن كونه استبدال فراغ بفراغ آخر.

منذ الأسبوع الأول لإعلان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، بدا جليًا أن الشقيقة السعودية قررت فعليًا الإطاحة بنصف أعضائه، أو ربما أكثر. ومع مرور الوقت، اكتملت ملامح "التهيئة"، وصُنعت الأرضية السياسية والمجتمعية والإقليمية بعناية لقبول فكرة الإطاحة بالمجلس كاملًا، بل وأصبح المزاج العام، محليًا ودوليًا، يتطلع لذلك بشغف، بعد أن أضحى هذا المجلس عنوانًا للفشل على كل المستويات.

اللافت أن المجلس نفسه، وبدون مقاومة أو موقف، قبل لنفسه أن يؤدي دور "القيادة العاجزة"، بل وأسهم بنفسه في تعميق هذا المزاج الشعبي والسياسي الذي يستعجل رحيله. وبالرغم من أن هذا الواقع يجسد انتهاكًا صريحًا للسيادة اليمنية واستلابًا كاملاً للقرار السياسي والاقتصادي، إلا أن المجلس، للأسف، أصبح عبئًا يجر خلفه تركة ثقيلة من الفشل والملفات المعقدة التي ستقف حجر عثرة أمام أي قيادة وطنية تحاول انتشال البلاد من الانهيار.

ومع أن معطيات الواقع تفرض ضرورة إعادة صياغة المسار الوطني من نقطة استعادة القرار السيادي، ولو في حده الأدنى، فإن هذا الخيار ما زال بعيد المنال، إذ يتطلب وجود إرادة داخلية وقيادات وطنية تمتلك الجرأة والشجاعة لتخوض هذا المعترك، وتتحمل مسؤولياته التاريخية وتبعاته الصعبة.

لكن إن تم، فإن ذلك سيكون نقطة تحول فارقة، ومنطلقًا لعودة القرار الوطني، وتصحيح مسار الشراكة مع الشقيقة السعودية، ووضع المعركة الوطنية ضد الاحتلال الإيراني الحوثي في إطارها الصحيح.

أما التغيير المتوقع اليوم، سواء تم بإرادة داخلية أو بإخراج خارجي تقوده السعودية وبدعم دولي، فقد بات أمرًا محتمًا. ولهذا فإن النصيحة الصادقة لأعضاء مجلس القيادة: ما تبقى أمامكم إلا خيار الاستقالة المبررة... كحد أدنى لحفظ ماء الوجه.

فما عدا ذلك، فانتظروا لحظة التغيير، وخطابات التبرير التي ستُحمّلكم كامل المسؤولية عن الفشل... وربما تُضاف إليها تهم الفساد.
والعقل زينة... هكذا قالها الأولون، لمن يعقل.

زر الذهاب إلى الأعلى