إصلاح اليمن يبدأ من كسر الارتهان وعودة القرار إلى الداخل

Author Icon سيف الحاضري

يوليو 30, 2025

إصلاح وضع اليمن سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وعسكريًا ليس بالمستحيل، ولا يحتاج إلى معجزات، ولا ينتظر تدخلًا خارقًا من السماء.

سياسيًا، يحتاج اليمن إلى قيادة تحترم سيادة وطنها وتحترم نفسها، قيادة مترفعة عن الارتهان، واعية بمصلحة اليمن، وتجيد تحقيق توازن المصالح الإقليمية والدولية بما يخدم أولًا وأخيرًا مصلحة الشعب اليمني.

اقتصاديًا، تحتاج اليمن إلى قيادة تدرك حجم الأمانة والمسؤولية، قيادة تسير على نهج الشريعة في التفريق بين الحلال والحرام، فلا تمتد أيديها للفساد، ولا تقبل أن تكون جسر عبور للقوى النافذة التي استباحت ثروات هذا الشعب.
قيادة تمتلك الخبرة والقدرة على استعادة موارد الدولة السيادية، وتتعاطى مع الملفات الاقتصادية والمالية بحكمة ومسؤولية، بما يحفظ استقرار السوق وسعر العملة، ويجعل من الإصلاحات الاقتصادية ومحاربة الفساد أولوية لتحقيق التعافي والاستقرار.

عسكريًا، تحتاج اليمن إلى قيادة تضع أرواحها على أكفها، مقرّ إقامتها الجبهات والمعسكرات، وتعتبر وحدة المكونات المسلحة هدفًا استراتيجيًا، وتمنع بشكل قاطع تشكيل أي قوات أو مليشيات خارج إطار الدولة، مهما كانت التبريرات أو الضغوط.
قيادة تعتبر انتظام صرف مرتبات الجيش خطًا أحمر لا يُقبل التهاون فيه، وتجعل من رعاية الجرحى وأسر الشهداء أولوية، والاستعداد لمعركة الحسم الفاصلة لتحرير العاصمة صنعاء معركةً مقدسة لا بد من خوضها.

استعادة استقرار اليمن لا يحتاج إلى معجزات دولية، بل إلى إرادة يمنية حقيقية.
اليمن يحتاج إلى أبنائه أولًا، إلى قيادة تضحي من أجل الوطن، وتتحمل مسؤوليتها الوطنية بشجاعة، واضعة تحرير صنعاء قبلتها وقبلة كل يمني حر.

كل ما تحتاجه اليمن اليوم هو نخبة سياسية تعيد للوطن الجميل بعضًا من حقه، الوطن الذي منحهم كل شيء، وحان الوقت لأن يردّوا له ولو القليل، أن يكفّوا عن المتاجرة بحاضره ومستقبله، وأن يمنحوه قدسيته ويعيدوا له سيادته.

فلنعِ جميعًا أن هذا الوطن لا يحتاج شعارات، بل رجالًا أفعالهم بحجم تضحية الشهداء، وإخلاصهم بعمق معاناة الشعب.
اليمن اليوم لا ينتظر حلولًا مستوردة، بل ينتظر نهضة تُصنع من ترابه، على أيدي أبنائه الصادقين الذين يؤمنون بأن الكرامة تُنتزع، والسيادة تُستعاد، والحرية لا تُمنح بل تُنتزع بالنضال.
لن ننجو إلا بإرادتنا، ولن نُحرر صنعاء إلا بوحدتنا، ولن يُشفى الوطن إلا حين ينهض أبناؤه ليكتبوا تاريخًا جديدًا... عنوانه: اليمن أولًا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى