مذبحة غزة تجاوزت كل ما عايشته البشرية في تاريخها
والمذبحة في غزة تجاوزت كل ما عايشته البشرية في تاريخها، أود أن أخبركم أن قادة الاتحاد المسيحي الحاكم في ألمانيا التقوا بالأمس في ميونيخ بمناسبة افتتاح كنيس يهودي سبق لهم أن دمروه عندما كانوا نازيين صريحين.
في الحفلة تباروا في إلقاء خطابات ملعونة ضد مواطني شعبهم من الديانة الإسلامية، وشجعوا إسرائيل صراحة على المضي في الإبادة، من هناك حيث سبق لهم قبل ٨٠ عاماً أن دشنوا إبادة بشرية.
قال ميرتز، مستشار البلاد، وعيناه مليئتان بالدموع (حقيقة وليست مجازاً): أعدكم بأن أخوض صراعاً لا هوادة فيه ضد معاداة السامية. وفي هذا السياق أود أن أعترف أننا لطالما أغمضنا أعيننا عن المشكلة لعقود من الزمن، وهي أن لدينا مهاجرين قادمين من بلاد معاداة اليهود فيها عقيدة دولة. ومن مجتمعات تلقن الأطفال كراهية إسرائيل.
تلاه زودر، قائد الجناح الآخر من الاتحاد المسيحي وحاكم الجنوب، وزايد في الخطاب:
إسرائيل تثير إعجابنا بطريقتها في الدفاع عن نفسها. هي الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، نتشارك معها قيم الحرية، وهي شريك عالمنا الغربي. لا تنسوا بربرية السابع من أكتوبر، لا تنسوا من تعرض للعدوان، واعلموا أن إسرائيل إن وضعت السلاح اليوم فسوف تتعرض لمذبحة جديدة غداً.
طبعاً لا يوجد حادث واحد في كل تقارير وزارة الداخلية الألمانية التي تصدرها سنوياً تحت عنوان PMK أو الجرائم المْحرّضة سياسياً يقول إن مسلمين أو عربا اعتدوا على كنيس يهودي! في العام الماضي، بحسب تقرير وزارة الداخلية، وقع ٢٨ اعتداء، نسب منهم حوالي ٢٠ إلى البديل الألماني الراديكالي، وحوالي ٤ إلى اليسار الراديكالي، وأربع حوادث غير معروفة المصدر.
وضع العاقل والمجنون قدمه في نهر الفاشية، أو نهر الجنون، ووجدوا لهم ضحايا بلا حول ولا قوة. فهناك ٦ ملايين مسلم في ألمانيا لا يمتعون بأي تمثيل سياسي، ولا تعبر عنهم وسيلة إعلامية، ويعيشون أفراداً متهمين، يتعرضون للابتزاز والتمييز والهجوم الإعلامي ليل نهار، كل هذا يجري تحت غطاء من القيم والقانون!
إن كانت إسرائيل لا تزال تثير إعجاب ديموقراطيتكم الليبرالية، وإن كانت ليبراليتكم التي بشرتم بها العالم تمنحكم الحق في ترويع جزء من شعبكم واحتقارهم بسبب اختلاف لون بشرتهم،
فإن قدمي هذه في دُبرها حتى عنقي، كما قال أبو نواس يوما ما رداً على رجل يبغضه.
وقيل له: ولماذا تركت رأسك بالخارج يا أبا نواس؟ قال لأنظر ماذا تفعلون.
م. غ.