الانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة

Author Icon حسين الوادعي

سبتمبر 22, 2025

‏الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن حدث مهم يتجاوز الاعتراف الرسمي إلى الواقع السياسي.
لطالما لعن الغرب وأدانوا وعد بلفور، وحان الوقت لاعتبار اعتراف بريطانيا بفلسطين بمثابة “وعد بلفور العربي”. ولمن لا يعرف، فإن وعد بلفور اشترط ألا يضر إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين بحقوق القوميات الأخرى. كما أن بريطانيا عارضت ما قامت به الميليشيات الإسرائيلية آنذاك، وتعرضت القوات البريطانية لعمليات تفجير إرهابية نفذتها منظمة “أرغون” الصهيونية احتجاجًا على عرقلة بريطانيا لرغبتها في السيطرة على الأرض الفلسطينية.
بلقور خطأ تاريخي ضخم، لكنه ليس شماعة لتعليق خطايا العرب ضد القضية الفلسطينية.

أهمية الانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة تكمن في أن دولة فلسطين الآن تستطيع توقيع اتفاقيات دولية، وتأسيس تمثيل دبلوماسي كامل، وأن تنادي بعضوية كاملة في الأمم المتحدة. كما أن حدود الدولة الفلسطينية تصبح رسميًا حدودًا لا يمكن ضمها أو اختراقها بناءً على القانون الدولي.

يتزامن هذا الاعتراف مع دعم دولي واسع لحل الدولتين، ومع خطوات عملية لإزالة الميليشيات غير الشرعية ودولة الملالي المارقة من المشهد، بما يضمن استقرارًا سياسيًا وأمنيًا في المنطقة.

أخطأ العرب عدة مرات عندما رفضوا إقامة دولة فلسطينية عام 1947، وبعد 1967، وعندما تلكؤوا في دعم اتفاقيات أوسلو ومواجهة التحديات الضخمة أمامه.

ليس الحدث رمزيًا فقط، فأبعاده السياسية تعتمد على كيفية استفادة الفلسطينيين منه، وتخلي العرب وإيران عن محاولة التحكم في القرار الفلسطيني، لتصبح فلسطين قضية الفلسطينيين أولًا، مدعومةً بالموقف الدولي الذي يعزز حقهم في دولة مستقلة وآمنة.

زر الذهاب إلى الأعلى