الأكاديمي والسياسي معن دماج لـ«اليمني الجديد»: الخلاف السعودي-الإماراتي بعد اجتياح حضرموت ظهر إلى العلن وبطريقة خشنة
حوارات
حواره + عبد الرب الفتاحي
ينظر الأكاديمي معن دماج ; وهو حاصل على الماجستير في الفلسفة ومقيم في تونس حالياً ، أن الخلاف السعودي الاماراتي بعد اجتياح المجلس الانتقالي، ظهر للعلن وبطريقة خشنة .
فالسعودية حسب رأيه كانت تعد قوات وأوضاع وقوى إجتماعية، لمسك حضرموت داخل دائرة نفوذها ، لكن الامارات سبقتها بعمل عسكري سريع وقاطع، لمنعها من ذلك، وفي الحدود الرخوة للمملكة جنوبا.
● حاولت معرفة ما يجري في حضرموت من الاكاديمي والسياسي معن دماج ،في ظل الخلافات التصاعدية، وهي تتسارع وأتجهت لاسقاط المنطقة الأولى مع هناك تداعيات .؟
■ يوضح الأكاديمي معن دماج أن ما حدث وهو غير مفاجىء تماما .. فهو يعكس أمرين من ناحية خروج الخلاف السعودي الإماراتي إلى العلن وبطريقة خشنة جداً ،لإن ما حدث لا يمكن إلا اعتباره تحدياً اماراتياً بنشر قوات حليفة لها على الحدود السعودية رغم عن المملكة.. ويعتبر دماج ما جرى أنه اولاً يعكس مستوى جديد من تفكك الدولة اليمنية، وصعود التيارات قبل الوطنية .. وهو مشروع معلن بشكل سياسي واجتماعي واسع، في الجنوب لا يمكن نكرانه، لكنه سيضيف أزمة وتعقيدات جديدة فوق الحاصل لا العكس.
ويتوقع الاكاديمي اليمني ،أن هناك انعكاسات من خلال تفاقم النزاع في المحافظات الجنوبية نفسها .فحضرموت كيان يملك هوية ثقافية واضحة واستمرارية تأريخية، واستفزازها بهذه الطريقة من دون وجود مشروع جامع حقيقي، سيدفع الهوية المحلية البروز بشكل أكبر
ويرى دماج أن المجلس الانتقالي الجنوبي رغم خطابه، يعكس هيمنه مناطقية تدور اساساً على الضالع ويافع .. وليس الجبهة القومية بمشروعها الوطني والقومي، والتي كانت من جزءً من حراك فكري وسياسي على مستوى الإقليم والعالم.
●كان الاكاديمي معن دماج قد تحدث عن بيان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والذي جاء بعد فترة قصيرة من السيطرة على حضرموت، فهو وصف أن مضمون نقاطه تبدو بديهية - والنبرة التي صيغ بها .. يكاد يكون موقفاً سعودياً بلسان الرئاسة اليمنية ؟
■ يؤكد معن دماح أن هناك من يرى أن هناك اتفاق على خلاف بينهما، فيما يخص التنسيق والترتيب لكل ما حدث ،وحسب تعبيره فهذا ذهنية المؤامرة المعتادة ، وهي مفهومة، فالناس تعبت وفقدت الثقة بكل شيء ربما حتى بحواسها ...
ويقول دماج " الصراع يدور في الواقع وأمام أعيون الجميع .. بينما كانت السعودية تعد قوات وأوضاع وقوى إجتماعية لمسك حضرموت داخل دائرة نفوذها ،سبقتها الامارات بعمل عسكري سريع وقاطع، لمنعها من ذلك وفي الحدود الرخوة للمملكة جنوبا ..
ويضيف أن السعودية لا تحتاج لتتأمر على نفسها .. كما أن الأمر مستفزاَ ايضاً لسلطنة عمان - على الرغم من دعمها الكبير للحوثي الذي قد يستفيد من هذا النزاع عموما - لأن نزاعها مع الإمارات أيضاً لا يخفى على أحد، وهي ستشعر أنها وضعت في كماشة .. مع وجود مليشيات على حدودها ،قد تستخدم لاستزافها وايضاً لعدم القبول بخسارة نفوذ واسع في المهرة، استثمرت فيه طويلا .. ما يعنينا كيمنيبن انعكاس ذلك علينا وعلى بلدنا.
● وجهت لمعن دماج سؤالاً أن اليمن وحدها ، هي من تتغير فيها التحالفات ،وقواعد اللعبة والتوازنات بشكل غير متوقع ،فيما اليمنيين لا يعرفون ما يجري بالضبط .؟
■ يقول الاكاديمي معن دماح " المشكلة التي يعنيها اليمن بعد سقوط دولته، على علاقتها بيد المليشيات الحوثية .. تعود إلى زمن طويل كنت سميته وهو ما لم يكن يحبه بعض الزملاء اليمنيين .. "سقوط الوطنية اليمنية" وهو ما يمكن أن يعود جذوره للثمانييات..
ويستذكر أن صراع 13 يناير كان له تجليات، لأنه حصل داخل حزب الحركة الوطنية نفسها ،وبعد أن تجمعات فيه كل تياراتها .. لاحقاً بعد الوحدة ، والتي تحولت إلى مشروع إلحاق ،ثم إلى محاولة انشأ دولة سلطانية وسلالة حاكمة جديدة على يد علي عبدالله صالح ،الأمر الذي فجر كل تناقضات الواقع اليمني ..
ويرى أن ثورة فبراير كانت أخر محاولة لإنقاذ اليمن من مصير السوء الذي ينتظرها ... "نظرا لطبيعة قيادتها وهيمنة التيارات الرجعية والمحافظة داخلها لم يكتب لها النجاح."
● حاولت معرفة ما يجري من الأكاديمي معن دماج، حول الواقع السيئ للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في اليمن ،ومساعي الحكومة للاصلاح و حدوث الانقلاب على أي اصلاح وعودة الازمة من جديد ؟
■ يصف الاكاديمي معن دماج أن ما يسمى مشروع الإصلاح، مجرد خضوع للمؤسسات الدولية وبرامج شكلية ...
وقال " المشكلة تبدأ بأن الوضع في عدن منع الدولة من بناء مؤسساتها طوال عشر سنوات .. والأمر الآخر هو فرض الحوثي لمنع تصدير النفط بعد أن أوقف تصدير الغاز لاسباب ملغزة"
ويعتبر أنه بدون إعادة تصدير النفط ،لا يمكن تحسين الايرادات الذاتية للحكومة، فضلاً عن استعادة أغلب موارد الضرائب والجمارك والمعابر، التي لا يصل معصمها للخزينة العامة ..
واضاف أن البلد كانت تريد إدارة اقتصاد دولة تحت الحرب، بإنشاء مؤسسة تجارة عامة تقوم بتأمين الحاجات الضرورية ،لعموم السكان وتقديم الخدمات الأساسية، وباقي الموارد تتجه لحسم الحرب، لأن بدون ذلك لا حل للوضع الاقتصادي.
● من دون شك أن التوازنات وظروف السلطة في اليمن تتغير ،كما أن تشكيل هذه السلطة لا يأتي غالباً لصالح اليمنيين ؟
يوافق معن دماج على ما طرحت ،ففكرة المجالس بذاتها عديمة الجدوي " فما بالك في ظروف الحرب "
وقال دماج " القصة أن الأشقاء في التحالف أرادوا دمج القوى التي تملك قوات عسكرية في بنية الشرعية ،وايضاً ما أريد لهذا المجلس هو الدخول في تسوية مع الحوثي، لا تحرير اليمن منه .. وهكذا أصبحت الدولة لا ميتة فتنعى ولا حية فترجى.
● وضع تعز ومأرب إين ستكون من هذه التطورات والاحداث .
■ يتطرق دماج لذلك " كان الامل أن تستطيع تعز ومأرب تقديم نموذج أفضل، لكن ذلك لم يحدث .. من ناحية لظروف الحصار، وضعف الموارد خصوصا في تعز.
وأعتبر أن هيمنه حزب الإصلاح، والذي لديه مخاوف عميقة وهي جدية، لكنه حسب رأيه حول البلد إلى مترس ،يحتمي به بدلا من بناء شركات وطنية تضمن النجاة للجميع..
وقال " الوضع في مأرب بالتأكيد أفضل مواردها أكبر، ولديها قائد حقيقي مهما اختلف الناس معه .. والجيش فيها كبير ومتنوع ،لكن ينقصه السلاح والدعم ولا يستطيع تغيير الموازين في عموم البلاد ..
● حاولت طرح سؤال حول الحرب القادمة مع الحوثيين، واعادة تشكيل مساحة الانسجام بين القوات الرافضة للحوثيين، وخريطة المواجهة العسكرية لتحرير صنعاء
■ لكن الاكاديمي والسياسي معن يستبعد ذلك " لا مؤشر لاي حرب مع الحوثي .. بالعكس وكما نرى منذ تشكيل المجلس الرئاسي والحروب البينية هي السائدة "
ويتابع السياسي معن دماج حديثه " الاسوأ أن الأوضاع في مناطق الحكومة والمجلس الرئاسي، تزيد الناس الخاضعين للتغول الحوثي خيبة وإحباط "
وقال " طبعاً تعرض الحوثي لضربات أمريكية وإسرائيلية قوية ومؤثرة .. لكن من الصعب المراهنة على سقوطه بالتعامل الداخلي ،من دون تحرك حقيقي من قبل الجيش والناس.
● الاصلاحات الاقتصادية والمالية التي بدأت بها الحكومة ،تبدو على المحك مالذي ستفعله الحكومة مع ما يحدث ؟
يرى دماج أنه لم يكن هناك تهويل جدي على الإصلاحات قبل أحداث حضرموت " الآن بقاء الحكومة نفسه غير مضمون مع كونها كانت حكومة ضعيفة وشكلية دائما"