السياسي ياسر اليافعي يؤكد أن العقلية المناطقية في الجنوب هي المشكلة وهي ظاهرة متجذرة في الواقع السياسي والإداري
الأخبار المحلية
وصف ياسر اليافعي كاتب ومحلل سياسي ومقرب من المجلس الإنتقالي أن مشكلتهم في الجنوب تكمن في العقلية المناطقية، وهي ليست ظاهرة جديدة، بل متجذرة في الواقع السياسي والإداري.
وقال "على سبيل المثال، الرئيس هادي أحاط نفسه بدائرة مناطقية ضيقة، ومن جاء بعده اتبع النهج نفسه، وهذا التوجه لم يقتصر على القيادات السياسية فقط، بل امتد إلى قيادة الألوية والمؤسسات الأخرى."
ووضح " في المقابل، لم نرَ مثلاً طارق عفاش يحيط نفسه بأبناء قريته، ولا العليمي، ولا حتى قيادات الإخوان، بل كان بجوارهم من يخلص لفكرتهم وانتمائهم السياسي ومن مختلف المناطق."
وأضاف أن هذه إشكالية خطيرة تدل على أننا لا نتعلم من أخطائنا،و كنا نأمل أن يسهم المجلس الانتقالي في تجاوز هذه المعضلة، لكنه للأسف زاد من تعميقها.
وقال "ببساطة، العقلية المناطقية تخلق عزلة لمن يتبناها، وتدفع الناس للنفور، كما أنها تحرمهم من الاستفادة من الكفاءات لصالح المتنفذين الذين يضعون مصالحهم الشخصية فوق مصالح الشعب لذلك هي فكرة فاشلة وتضر من يتبناها."
وحذر أن عدن لن تسقط إلا إذا استمرت الأخطاء في التعمق دون تصحيح وإذا واصلنا السير في طريق محفوف بالهاوية دون مراجعة حقيقية للمسار.
وذكر أن المدينة التي صمدت في وجه أعتى التحديات لن تنهار إلا من الداخل، بسبب سوء الإدارة، وتغليب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن، والإصرار على تكرار الأخطاء بدلًا من التعلم منها. تصحيح الاخطاء ليس خيارًا، بل ضرورة مصيرية للحفاظ على عدن ومستقبلها.
ويرى اليافعي أن الحرص على الجنوب، تكمن في مواجِهة الحقيقة بدلاً من تكرار الأسطوانات المشروخة عن الإصلاح والإخوان والعفافيش، فالجميع بات يعرفها.
وقال "نحن كنا في طليعة من واجه الإخوان منذ 2011 وفي أصعب الظروف، لكن حديثنا اليوم يتعلق بواقع يجب تغييره قبل أن تحل الكارثة، وعندها لن ينفع الندم.
وحدد أن المشكلة الحقيقية تكمن في العقليات التي لا تتعلم من الأخطاء، بل تصرّ على تكرارها..
وأكد أن دعمه للمجلس الانتقالي مستمر، لكن الأخطاء يجب أن تُنتقد حتى لا تتحول إلى نهج وسلوك، رغم أن البعض للأسف يسعى لجعلها كذلك.