تصاعد المظاهرات ضد الانتهاكات ومحور طور الباحة يتحدث عن مخطط إرهابي يقف وراءها

قال ناشطون وحقوقيون في محافظة تعز أن محور طور الباحة، يريد مواجهة الاحتجاجات  الشعبية، التي خرجت لرفض ما يقوم يه من سياسات قتل وترويع واعتقال، وأن بيانه عن  احباط مخطط ارهابي حد زعمه،  إنما يحاول فيه المحور ممارسة تجاوزات وانتهاكات جديدة، بالرغم من سجل المحور في  الاعتقالات وانتشار الفوضى، وواقع القتل المنظم من قبله في مناطق انتشاره .

وكان محور طور الباحة اعلن في وقت سابق عن تمكن قوات الجيش، من إحباط "مخطط إرهابي" وشيك حد زعمه ،  يستهدف مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين جنوبي محافظة تعز، عبر اقتحام خلايا، لمقار حكومية، وتنفيذ عمليات تفجير واغتيالات، وسط مسيرة احتجاجية أقيمت الأحد الماضي.

لكن ما وضحه الناشطون فإن محور طور الباحة واللواء الرابع مشاة جبلي ،هو المتحكم الفعلي بالاوضاع الامنية، كما أن واقع الانتهاكات والجرائم زادت في فترة سيطرته على المديرية، حيث لجاء إلى استخدام واقع الاختطافات والاخفاء القسري لتنفيذ اجندة سياسية خلال السنوات السابقة .

عبد الله النجاشي شقيقه المحامي النجاشي الذي قتل قبل اسابيع، عبر عن استغرابه من تقديم طلب كتابي، للخروج بمظاهرة سلمية، للمطالبة بتسليم القتلة ولمدة ساعة.

وأكد النجاشي أن هناك من اباح خروج قوة عسكرية من أربعة عشر فرداً لقتل أخيه عبدالرحمن ظلماً وعدوانا، بدون أمر أو إذن من القضاء أو من إدارة الأمن ولمجرد إتصال هاتفي فقط .

وكان محور طور الباحة قد أتهم  عناصر خلايا، تخطط لنشر الفوضى في مدينة التربة، في استغلال فاضح للمظاهرات الاحتجاجية، يوم الأحد الماضي، من خلال اقتحام شرطة الشمايتين وسجن الشبكة، لتمكين السجناء من الفرار، وكذلك المجمع الحكومي ونهب فروع شركات الصرافة.

وذكر محور طور الباحة أن هذه الخلايا كانت  تخطط، إلى إحداث شغب واسع، والاشتباك مع القوات المتواجدة، وإغلاق المنافذ والطرقات، تمهيداً لإسقاط المدينة من الداخل، بالتزامن مع ضربات طيران مسير من مليشيا الحوثي الإرهابية، على جميع الاتجاهات، وعرقلة تحرك أي تعزيزات للمدينة من أي اتجاه.

لغة مبتذلة واتهامات باطلة

عمار السوائي ناشط حقوقي وصف البيان الصادر باسم محور طور الباحة، أنه حمل لغة مبتذلة واتهامات باطلة طالت ماجد المذحجي و عبدالستارسيف الشميري وصهيب البركاني، وهو  يعكس حد تعبيره ارتباكٍ واضحٍ في طريقة التعامل مع الاختلالات التي تشهدها تعز مؤخراً.

لكن حسب ما ذكره السوائي فإن الأدهى حذف شخصيات حقوقية وسياسية من نص البيان، وهذا وفق رأيه  دليلاً إضافياً على ضعف الأداء الإعلامي، وتدني مستواه المهني لجهاز عسكري، لا يفترض به أن يكون له أي نشاط إعلامي بالمرة.

وقال السوائي "البيان استخدم لغةً غريبة ومقلقة، تفيض بالتهديدات والإيحاءات المليئة بالتخويف: تفجيرات، سيارات مفخخة، مسيرات حوثية، واقتحام للتربة.."

ويرى السوائي أن واقع البيان جعلهم  أمام مشهدٍ سينمائيٍ رديء لا أمام بيانٍ عسكري يُفترض فيه الانضباط والاتزان، كما أنه وضع محددات أمنية خارج وظيفته للمتظاهرين ونشاطهم السلمي.
وأتهم الناشط الحقوقي البيان أنه يهدف إلى بث الرعب في نفوس البسطاء من المحتجين على المظالم والانتهاكات التي لم تجد طريقها إلى العدالة بعد، التي أثارتها الأحداث الأخيرة وتحديداً اغتيال الشهيدة/ افتهان المشهري، ومقتل الشاب عبدالرحمن النجاشي في التربة على يد عناصر من الأمن وبتوجيهات من أحد القضاة.

وقال السوائي "الأخطر في الأمر أن لغة البيان حملت في طياتها نزعة عدائية ضد المجتمع، كأنها صادرة عن محكمة وجهاز أمني ووسيلة إعلامية في الوقت نفسه، لا عن مؤسسةٍ عسكريةٍ يُفترض أن تكون حاميةً للدولة وللمواطنين، لا مصدر خوفٍ وترويعٍ لهم."

مواجهة الاحتجاجات وتهديد المجتمع

مصدر عسكري في محور طور الباحة ،كشف أن  الخلايا الإرهابية في مخططها هذا، حاولت استغلال دعوات التظاهر والتضامن مع نجل القاضي عبدالحكيم النجاشي، وما رافق ذلك من دعوات أخرى لتثبيت خيام اعتصام في حوش المجمع الحكومي.

ويبدو أن واقع الاحتجاجات المتصاعدة هي سبب اصدار البيان رغم أن محور طور  الباحة أفاد أن الأجهزة الاستخباراتية،رصدت خلال الأيام التي سبقت مظاهرة الأحد، اتصالات وتحركات مشبوهة، لمشائخ بارزين، يتبنون للأسف دعوات الفوضى والحشد من خارج المدينة والمديريات المحيطة.

وكشف محور طور الباحة أنه تلقى معلومات مؤكدة، عن نوايا عدائية، للعناصر الإرهابية، وعناصر الخلايا الحوثية، لاستخدام عبوات ناسفة، منها دراجه نارية وسيارة مفخخة، وعبوات على جانبي طرق ومنافذ التعزيز.

وذكر البيان عن رصد التواصل مع من أسمه الإرهابي  أمجد خالد "وهو أحد القيادات التي كانت متحالفة  مع طور الباحة واللواء الرابع مشاة  وان هناك مخطط  تخريبي لتنفيذ جرائم اغتيالات، بكواتم صوت لاستهداف قائمة من المشائخ والشخصيات خلال مسيرة الأحد.

وحسب زعم البيان فإنه رصد مصورين، مرتبطين بقناة المسيرة الحوثية في فعالية الاحتجاج التضامنية، وما أعقبها من تناولات إعلامية واسعة من إعلام المليشيات الحوثية.

ولم يتوقف محور طور الباحة عن الحديث عن تحركات للخلايا وأن مليشيا الحوثي ، كثفت من استقدام الحشود والتعزيزات العسكرية إلى جبهات "الأحكوم والأشبوط والصلو والكدحة، وماتزال مستمره حتى اللحظة.

وكشف المحور أن تحركات  مباغتة له ، قام بها لإفشال المخطط، وذلك بإحكام السيطرة وتطويق المدينة، وتشديد الإجراءات الأمنية، إضافة إلى حماية المشاركين في المسيرة الاحتجاجية، وتأمين تحركاتهم.

ووضح أن العملية نجحت في ضبط العشرات من عناصر الخلايا المكلفين باختراق المسيرة الاحتجاجية، كما فككت دراجة نارية مفخخة و3 عبوات، جرى زرعها في المنفذين الشمالي والشرقي لمدينة التربة، مؤكداً أن التحقيقات مستمرة مع المضبوطين، للوصول إلى المنزل، الذي تخفي فيه عناصر الإرهاب السيارة المفخخة، بعد تعذر إخراجهم لها لتنفيذ التفجير الإرهابي.

فيما أقرّ المحور عدداً من الإجراءات ، لمنع أي مسيرات أو وقفات احتجاجية، غير مرخصة ومنسقة مع قيادة الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة.

كما اقر المحور أن تكون الوقفات أو المسيرات الاحتجاجية، بطلب خطي مكتوب، وتحدد فيه مسؤولية الجهة المنظمة لها وغرضها ومكانها ومسارها، وعلى أن لا تزيد المدة الزمنية عن ساعة واحدة.

ودعا  البيان أن لا تتضمن المسيرات، أي شتائم وتحريض على العنف وأن لا يكون في أوساطها أي مسلح، كما أن لا تتجاوز النطاق الأخضر الآمن، بعد نقاط تأمين المدينة ويمنع أي مواكب قادمة للمشاركة من خارج المدينة، وتبقى مركباتهم عند أول نقطة خارج المدينة تحددها الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة.

ادعاء متناقض

الناشط رامز الشارحي ندد  ما ورد في بيان محور طور الباحة ، والذي يقدم نفسه حريصا على تعز بينما يوزع الاتهامات على أبنائها.

واستغرب من أن يمتد نفوذ محور طور الباحة إلى الشمايتين والمعافر ،وسُحبه طور الباحة إلى الخيامي وهيجة العبد والطريق لا تتسع لعبور دينا واحدة.

فيما  يرى عادل السبئي ان هناك من يبيت الشر للحجرية. خصوصاً بعد المظاهرات الكبيرة التي يحاولون اخمادها، بعد مقتل المحامي عبدالرحمن النجاشي، والتي تتصاعد بوتيرة عالية ما سبب لهم صداع شديد.

ووصف البيان أنه تمهيداً لعملية بطش يخطط لها محور تعز وأذرعه في الحجرية التي يفزعهم مساحة الوعي فيها ،فالحجرية اليوم ليست مجرد منطقة بل حالة وعي تؤرق كل مشاريع الفساد والوصاية ولهذا يسعون بكل قوتهم لتكميم أفواه أبنائها.