خطر يتصاعد داخل حضرموت: لماذا يتحرك الحضرميون اليوم بعيدًا عن مصالحهم؟
الأخبار المحلية
تظهر أحداث حضرموت وجها حقيقياً لواقع وتناقضات سلطة المجلس الرئاسي ،إلى جانب تعدد الأجندة ،فالصراع في حد ذاته لا يكرس للتأسيس لتجربة سياسية جديدة ،بل يرتب بشكل يعيد اسطوانة الماضي والصراعات وخيارات العنف والاستحواذ والوصاية .
تبدو حضرموت أمام خيارات اقرب للتفكك والنزاعات المجتمعية، التي كان يجب على الحضرميين تجاوزها ، كما أن اعادة انتاج خيارات تهدئة بين الحضرميين في الوقت الحالي أصبح واقعا يجب الدفع به كاولوية ، فمشروع حضرموت كان دائما هو الرمزية الكبرى لخلق واقع التكافل وتعزيز الحضور الحضرمي .
لقد تحول الحضرمي لمتعصب مع أنه لم يكن كذلك، فطوال العقود الماضية كانت الحضرميين اقرب لمحافظتهم، وأكثر من ابرز تفردها وحضورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي ،فالشخصية الحضرمية تحب الانسجام والعمل الجاد والصدق، لكنها كذلك لم تكن تحب العنف والصدام .
حضرموت ضحية لمشاريع العنف
هناك مشاريع غير واضحة سياسياً واجتماعياً ،ظلت تستنزف حضرموت من الداخل خلال العقود الماضية ،لم تنال هذه المحافظة وقتها الاهتمام وتعزيز بنيتها التحتية ،بل ظلت هذه المحافظة رهينة لمقاولات واستثمارات السياسيين، ومراكز القوى وأحيانا السلطة ذاتها .
مثل هذا التحول الطاغي حول الحضرمي لاداة لقوى ،هي من تحرك واقع حضرموت السياسي والاجتماعي لصراعات أكثر فوضوية ، وقد تدفع هذه المحافظة ثمنا مكلف للدخول فيما هو أخطر ،فيما ليس للحضرميين غير توزيع أنفسهم ليكونوا امتداد لخيارات ليس لهم فيها ناقة ولا جمل .
يذهب جميل ياسر السهمي لتفسير هذا التضاد الخطير، الذي صار يشكل الخريطة الحضرمية ،كونه يعيد انتاج تقسيم حضرموت واعادة فرض الصراع الداخلي بشكل مدمر ،ومن خلال منظومة كلها ليست معنية بمصلحة الحضرميين .
وحسب رأيه فالصراع هو بين أكثر من طرف أحدهما مسيطر بالفعل على حضرموت ،ومخترقها وهو يتعامل مع مصالح قوى أخرى ،فيما يحرك ورقة حضرموت كورقة اقرب لعاطفة الحضرميين ،هذا الطرف هو مقاول لمركز القوى السلطة القديمة وهو من عزز حضور تلاشي حضرموت طويلا .
وقال جميل :" الوضع في حضرموت ليس طبيعي ،بل هو مقدمة لثأر وصراع وتمدد للنزاعات الحضرمية ،والتي استطاع الحضرميين طويلا التعامل معها بعيدا عن خدمة لمشاريع أخرى وهذا ما جنبها تفكيك جغرافيتها ومجتمعها ، لكن في الوقت الحالي هناك من يتلاعب بغاية الحضرميين لفرض مشروع غير مشروعهم ، وأكثر ما يريد مواطني هذه المحافظة العدالة والتعامل مع وضعهم بذات التوازن القديم، وهو انفراد الشخصية الحضرمية بالسلم والعمل "
حرب النفط والسيطرة عليه
يصف عادل فضل ثابت سياسي جنوبي، أن خلق حرب في حضرموت سيؤدي إلى انعكاسات على كل الاطراف، فالذي كان يرغب في ضمها سيعود خاسر لانه تجاوز الخطوط ،الذي كان يجب عليه ادراك طبيعة وضع وتنوع حضرموت السياسي والجغرافي .
وقال عادل فضل :" حضرموت مشروع واسع لا يمكن أن يضمها طرف ضد أخر ،وهذا يعني أن حضرموت لا يمكن أن تنقاد لمشاريع أخرى ،بعيدة عن قيمها ووجودها وتأريخها ونقل الصراع والحرب يعني فرض معادلة اخرى ، ومن يريد أن يحرق يده هو من سيدخل في حرب مع العديد من الاطراف، المحركة لواقع الصراع والحرب والسلطة ،وهي اطراف اقليمية أكثر ما هي داخلية
واضاف أن نقل الصراع لحضرموت ،يعني فرض ظروف غير عقلانية ،ومواجهة ستكون مدمرة لفترة طويلة ، إذ أن هناك صراع وتدخلات وتوازنات مختلفة ستنشئ قد تنهي واقع القوى الموجودة ، وهذا في حد ذاته سيمثل غرق حقيقي للحلول وعمل المؤسسات وانقلاب على واقع السلطة .
وأتهم عادل سلطة المجلس الرئاسي بإنها سلطة مختلة وغير قانونية ،حيث أن هناك غياب لواقع الاتفاق المشترك ، وأصبح المجلس في واقعه وظروفه ووظيفته، هو حالة شاذة من الصراع لكل طرف بعيدا عن الانسجام والعمل المشترك والعمل لمصالح اليمنيين والحضرميين.