رفض الوصاية: أولى خطوات الاستقرار

Author Icon عبد ربه السقاف الطهيفي

ديسمبر 6, 2024

اليمني الجديد - خاص

من يلاحظ حال الشعوب العربية قبل أكثر من عشر سنوات يدرك كيف كانت تمتلك نفس التوجه والرأي والرؤية، حتى وإن اختلف الحكام نوعًا ما. فقد كانت الشعوب تسعى نحو أهداف موحدة وتطلعات متشابهة.

لكن سرعان ما زُلزلت المنطقة طولًا وعرضًا، وأُثيرت الخلافات العقائدية والمناطقية، ونُفخت نار النزاعات العنصرية بجميع أشكالها. في ظل هذه الفوضى، أُطلقت يد المشاريع الأكثر تطرفًا، كتنظيم "داعش" وأدوات إيران، مما أدى إلى حالة من التشرذم الشعبي غير المسبوقة في تاريخ الأمة.

ورغم ذلك، يأبى الله إلا أن يتم نوره، وتلك الأيام نداولها بين الناس.

اليوم، بدأ الوعي العربي يعود، وتدريجيًا تستعيد الشعوب زمام الأمور. أدرك العقل الجمعي خطر تجار الدين الذين أفسدوا في الأرض، وبدأ يظهر وعي عربي جديد بضرورة بناء الدولة على أسس مدنية، بعيدًا عن العمائم النتنة واللحى المقملة.

لقد وعى العربي أخيرًا أن الدولة تُبنى برفض الوصاية، بل إن رفض الوصاية هو جوهر الدين الإسلامي. فما أهلك الأمم السابقة إلا أنها اتخذت العمائم واللحى رهبانًا من دون الله. أدرك العربي اليوم أن ما أوصل الأمة إلى هذا الحال هو تسليم الجماهير عقولها إلى أوصياء يدّعون الحديث باسم الله ويزعمون تمثيله على الأرض، فيزج فريق لقتال فريق، ويفتي فريق على فريق، ويقول هذا الوصي اتبعوا كلامي فهو كلام الله، ولا أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد!.

لكننا رأينا كيف أنه خلال السنوات العشر الماضية، لم تجرّب الأمة جماعة من جماعات الدين السياسي إلا واتضح أنهم لصوص تفوقوا على كل اللصوص في الاستحواذ على أموال الشعوب والتغول في دمائها.

اليوم، تعود الكلمة الفصل للشعوب، بلا وصاية من أحد. وعلى الشعوب أن تختار ما فيه مصلحتها في حياتها ومعاشها، أما يوم القيامة، فكل شاة ستُعلَّق بعرقوبها، ولا حاجة لوساطتكم أو وصايتكم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى