تطورات الساعات الأخيرة تؤكد أن اليمن مقبلة على أحداث لا يمكن وصفها بأقل من "كارثية".
حالة الضعف وواقع الشلل الذي تعانيه قيادة الشرعية، دفع بمليشيات الاحتلال الإيراني إلى تصعيد هجماتها في البحر الأحمر، بعد أن تأكدت من أن ظهرها الداخلي محصَّن بتفاهمات مع السعودية، التي باتت تحكم قبضتها على قرار الشرعية، وتحاصر الحكومة اقتصاديًا حتى حافة الانهيار.
تصعيد المليشيات الحوثية في البحر الأحمر يتزامن مع ضغوط غير مسبوقة تُمارس على "حزب الله" للقبول بتسليم سلاحه. ويدرك قادة المليشيات الحوثية أن مسألة نزع سلاح الجماعة باتت مطلبًا إقليميًا ودوليًا.
اللافت أن حوارات مسقط المشؤومة وضعت على جدول أعمالها مستقبل القدرة الصاروخية لمليشيات الحوثي، في ظل رغبة أمريكية وسعودية واضحة بنزع ترسانة الحوثي الصاروخية، مقابل ما يُوصف بـ"محفزات سخية" تُقدَّم للجماعة في الداخل اليمني.
تحدثتُ مع عدد من الدبلوماسيين المقربين من مفاوضات مسقط، وأكدوا أن السعودية تتجه لتقديم حوافز غير مسبوقة للحوثيين إذا وافقوا على التخلي عن ترسانتهم المسلحة. لكن اللافت، بحسب قولهم، أن الرياض باتت تُقدّم نفسها كوسيط بين الأمريكيين والحوثيين، لا كطرف ضمن معركة الشرعية ضد الانقلاب، وأن هذا الطرح أمريكي ويحظى بدعم إقليمي ودولي واسع.
وبعيدًا عن مدى صدقية هذه الأطروحات، تبقى المعضلة الكبرى:
إلى متى ستبقى اليمن مجرد ورقة على طاولة الابتزاز الإقليمي والدولي، تُستخدم كوسيلة لخدمة مصالح دول الجوار، دون أي اعتبار لمصلحة اليمنيين أنفسهم؟
وإذا وصلت المفاوضات إلى حد تقديم محفزات ومكافآت سياسية واقتصادية غير مسبوقة لمليشيات الحوثي، فذلك وحده كافي ليجيب عن سؤال جوهري:
لماذا تصر السعودية على إبقاء الشرعية في أدنى درجات الضعف، تحت ضغط الانهيار الاقتصادي، وفي حالة فوضى أمنية مستدامة؟
هذه المتغيرات المتسارعة تؤكد، بكل مرارة، أن ما كان يُسمى "حلفاء اليمن" لم يعودوا كذلك... بل باتوا أقرب إلى خصوم الشرعية المغدورة، منها إلى شركاء النضال لاستعادة الدولة.
#سيف_الحاضري
#اعتكف_منزلي