الحزبية والسياسية في اليمن في ظل الحرب

Author Icon مصطفي ناجي

فبراير 1, 2025

‏شاركت قبل يومين في العاصمة البلجيكية بروكسيل بورقة بحثية ،حول الحياة الحزبية والسياسية في اليمن في ظل الحرب، ضمن فعالية نظمها المنتدى اليمني الأوروبي، حديث النشأة حضرها قادة كبرى الاحزاب اليمنية الذين يحضرون في العاصمة الأوربية ،في هذه اللحظة ولفيف من الباحثين والمهتمين وابناء الجالية اليمنية.

قدمت في مداخلتي التي كانت افتتاحاً للقاء المثمر تشخيصاً سريعا، للمشهد الحزبي في اليمن في فترة عقد من الحرب، وأكثر مع وضع ثلاثة سيناريوهات محتملة.

برأي، ان الحياة الحزبية في اليمن تتسم بثلاثة نقاط : المؤقت الذي يدوم، اختلال بل وانقلاب الموازين، شعبوية معادية للعمل الحزبي والتعددية.

على ضوء هذه الملامح تتعرض الحياة الحزبية للتجريف ، وتذهب الأحزاب بعيدا عن مهامها التقليدية،كحاكم او معارض وتعاني كما هو المجتمع من التشظي والانقسامات الأفقية والرأسية والشتات بين قيادات الخارج وقواعد الداخل وانقطاع حلقات التواصل التنظيمي. بالإضافة إلى انها عرضة لعسكرة الحياة السياسية بالتالي عرضة لملشنة وسلفنة معززة بالسلاح ليغدو المكون السياسي مقروناً بطرف مسلح.

إلى جانب أن الاحزاب من خلال انخراطها في حكومة وطنية تركت المجتمع غير قادر عن الدفاع عن نفسه من تغول الفساد وغياب اليات رقابة، داخليا او تنظيمياً لم تعد الاحزاب قادرة على التجديد وتشبيب أطرها ولم تعد قادرة على مقاومة العسكرة كما انها غير قادرة على التنسيب.

فرضت الحرب قطيعة في العملية الانتقالية، واهتراء المؤسسات وعودة إلى صراع الايديولوجيات وتكريس الماضوية على حساب البرامجية والمستقبل.
لكن الجانب الاخر من تبعات الحرب هو هشاشة المجتمع، وبالتالي هشاشة الأحزاب امام التدخلات الخارجية، من طرف دول او منظمات او شركات عابرة للأوطان.
غياب الانتخابات يضع المسألة التمثيلية موضع تساؤل، خصوصاً بعد تغيير خارطة القوى الحزبية والسياسية في اليمن.

كان تصوري للمستقبل يقوم على ثلاثة احتمالات : اولا ؛ الذهاب في خارطة سلام يظفر بها الحوثي فيقضي على التعدد الحزبي.

ثانيا استعادة الدولة واستعادة الاحزاب لدورها، في صناعة المشهد السياسي.

وثالثا استمرار الوضع الراهن ،وتجذير الشموليات وغرس فكرة القوة لا قوة الفكرة والبرنامج.

على ضوء هذه الحقائق فإن مستقبل الحياة الحزبية قد يرتسم على أساسين ؛ اما اعادة صعبة لتوطين التعددية السياسية ، أو تثبيت لشموليات متعددة في يمن أو يمنات كثيرة.

أستمعت لملاحظات قادة الاحزاب الذين تناولوا ما طرحته بالنقد والتفنيد او الموافقة،أتفقوا مع بعض ما طرحت واختلفوا مع بعضه، وأثاروا بنقاشهم نقاطاً كثيرة ودافعوا عن الحياة الحزبية وعن الاحزاب في هذه المرحلة ،وابدوا سروراً للتوافق الذي يمرون به.

على أمل ان اجد وقتاَ لتطوير افكار ورقتي تلك ، واعادة كتابتها بأخذ الملاحظات والمناقشات ،التي تفضل بها الحاضرون بعين الاعتبار.

 

زر الذهاب إلى الأعلى