عُمان الحنونة... وقطر الشقيقة... وبقية الحكاية الإيراني

Author Icon فتحي أبو النصر

مايو 7, 2025

بالتأكيد يبدو أن ميليشيا الحوثي، ذلك الكائن الطفيلي المدجن على يد الحرس الثوري الإيراني، باتت تجد في حضن سلطنة عُمان دِفئا لا مثيل له.

والصحيح إنه ليس دفء الأم فحسب، بل دفء الأم المولعة بابنها المدلل حتى وهو يشعل الحرائق في غرف الجيران.
وعُمان – بشهادات من الواقع – لم تعد وسيطا محايدا، بل صارت بمثابة صيدلية لتمريض الميليشيا وتهريب التوصيات الدولية إلى حيث يجب ألّا تصل.

صدقوني: العُمانيون لا يقولون الكثير، ولا يتكلمون بصوت مرتفع. لكن الهدوء العماني صار مرعبا: صمتٌ يشبه تواطؤ القراصنة حين يبتسمون للضحية قبل نهبها. تسهيلات، جوازات، رحلات دبلوماسية، استقبال وفود... ثم يقولون لك إنها "مساع حميدة"! أي حميدة؟ هذه مساع ح..وثية!

أما قطر، فحدث ولا حرج. قناة الجزيرة، منبر العرب الأحرار، كما كانت تزعم ، تحولت تدريجيا إلى مضافة لخبراء اللطميات، ومنصة لتبييض جرائم الكهف.
نعم : هل سمعتم نشرة أخبار الجزيرة مؤخرا؟ تبدو وكأنها نسخة محسنة من قناة "المسيرة" الحوثية، مع قليل من المؤثرات البصرية الخادعة.

لكن ماذا تريد قطر؟ لا أحد يعرف. ماذا تفعل؟ الجميع يعرف. هي تحتضن العناوين البراقة: حرية، ديمقراطية، دعم الشعوب! لكنها تفعل عكس ذلك تماما. تدعم ميليشيات طائفية، وتضخ الحبر في عروق الحملات الإعلامية المضللة، وتفتح شاشاتها لمن يبارك الكارثة اليمنية وكأنها نصر مقدس.
كل ذلك نكاية بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومواقفهما العروبية. ضد التغول الفارسي المعتوه.
ووسط هذا الجنون، تطل إيران من بعيد... تضحك. تضحك كثيرا. خصومات العرب هي رزقها، وهي لا تحتاج لصاروخ جديد إذا كان هناك شقاق جديد. فكلما ازداد العرب انقساما، كبرت لحية المرشد وارتفعت أسهم الحرس الثوري في بورصة الخراب.

ببساطة: نحن أمام معادلة سياسية سريالية. عُمان تمسح جبين القاتل وتدعو للسلام. قطر تزغرد في جنازة الجمهورية اليمنية. وإيران تقطف الثمار.

أليس من المحزن أن السعودية والإمارات، على كل ما يُقال فيهما، هما الوحيدتان اللتان دفعتا الفاتورة كاملة دفاعا عن عروبة اليمن؟ لكن يبدو أن بعض الأشقاء يفضلون كسر النافذة فقط لأن الجار أغنى وأطول قامة.!

صدقوني لا نحتاج إلى حوار جديد، بل إلى صفعة للعقل العربي الذي يبارك الذئب لأنه يرتدي عباءة الخروف. وكل التضامن مع الوجع النبيل في قلب كل يمني يشاهد وطنه يتهاوى بينما يحتفل الأشقاء بـ"الحياد" الحنون!

زر الذهاب إلى الأعلى