ماذا يعني، قيام إسرائيل بإاستهداف قيادات حوثية

انتقال إسرائيل من إرسال صواريخ محدودة التاثير ، الى استهداف قيادات حوثيه فهي تعيد رسم حدود الصراع الإقليمي بلغة استراتيجيه ، لغة التصفية المباشرة. للقيادات الحوثيه، لم يعد الأمر مجرد ردع بحري أو ضربات على منصات الطائرات المسيّرة، بل أصبح استهدافًا للبنية القيادية نفسها، لما تمثّله من رمزية ومن قدرة على إعادة إنتاج الفعل السياسي والعسكري.

هذا التحول لا يمكن قراءته فقط من زاوية عسكرية. إنه إعلان عن دخول مرحلة جديدة، تتقاطع فيها الجغرافيا مع الرمزية، وتتحوّل فيها الجماعة من فاعل محلي إلى تهديد دولي، ومن حليف إيراني إلى عبء استراتيجي قد يُعاد النظر فيه.

اما في البعد العسكري، إسرائيل لا تستهدف أفرادًا، بل تستهدف منظومة. وان نجاحها في تصفية قيادات حوثيه كبيره يربك البنية الداخلية للجماعة، لكني اتوقع ربما ان تجر الجماعه الى ردود فعل غير محسوبة، قد ؤتجا وز البحر الأحمر لتطال مصالح خليجيه ودولية. هنا، لا يعود السؤال عن القدرة، بل عن التوقيت ، وعن من يملك رفاهية ضبط الإيقاع في لحظة مشحونة بالهشاشة.

سياسياً اعتقد ان هذا التصعيد يعيد تعريف الحوثيين في نظر العالم. بإنهم لم يعودوا مجرد جماعة محلية ذات مطالب وطنية، بل باتوا يُقرأون كأداة في صراع إقليمي أكبر،
ما يضعهم أمام تحديات وجودية: كيف يحافظون على سرديتهم في ظل هذا التحول؟ وكيف يواجهون خطر التفتت الداخلي إذا ما استمر الاستهداف الاسرائلي و تم ضرب الرأس قبل الجسد؟

اعتقد ان كل السيناريوهات مفتوحة.. من ضربة محدودة تعيد رسم قواعد الاشتباك، إلى تصعيد متبادل قد يحوّل البحر الأحمر إلى ساحة حرب، وصولًا إلى انهيار داخلي كلي او جزئي يعيد إنتاج الجماعة بشكل أكثر تفككًا وأقل قدرة على الفعل.

أما المآلات، من وجهةنظري مرهونة بوعي الأطراف. إسرائيل قد تحقق ردعًا مؤقتًا، لكن الثمن قد يكون مضاعفة معاناة اليمنيين، وتعقيد أي أفق لتسوية سياسية .

والحوثيون، إن اختاروا الرد غير المحسوب، فقد يجدون أنفسهم في مواجهة لا يملكون أدواتها، ولا يتحكمون في مساراتها.

في النهاية، ما يحدث ليس مجرد تطور عسكري. إنه لحظة مفصلية تعيد تشكيل خريطة التحالفات، وتضع الجماعة أمام سؤال وجودي: هل يمكن لجماعة أن تبقى فاعلة حين تُستهدف بنيتها الرمزية؟

وهل يمكن لليمن أن يتحمّل المزيد من الحروب التي لا تُخاض باسمه، لكنها تُدفع من دمه؟