واعي…تنظيف رقمي يكشف حقيقة المليشيات
في الأيام الأخيرة نفذت ولاتزال صفحة واعي حملة رقمية غير مسبوقة استهدفت أكثر من مئة حساب تابع لإعلاميين وناشطين وقيادات المليشيات الحوثية الارهابية على منصات التواصل الاجتماعي في خطوة وصفت بأنها إحدى أكثر المبادرات تأثيرا في تفكيك الخطاب الطائفي والتحريضي للمليشيات فالحملة ليست إجراء تقني لحذف حسابات وانما فعل وطني يكشف حجم التشويه والكراهية والعنصرية التي تقوم بزراعته يوميا في الوعي العام عبر منصات محسوبة على المليشيات.
فالبرغم من محاولة المليشيات الحوثية التقليل من قيمة حملة الإنجاز لصفحة واعي إلا أن التفاعل الشعبي اليمني كان كفيل بإظهار الصورة الحقيقية فاليمنيين احتفوا بخطوة واعي باعتبارها بداية استعادة الفضاء الرقمي من قبضة التعبئة العنصرية والسلالية الحوثية وبداية لكسر الهيمنة الإعلامية التي فرضت لسنوات عبر التخويف والتضليل وإدارة المحتوى الموجة.
كما جاءت حملة التنظيف الرقمية لواعي لتفتح نافذة أمل في واقع اختنق بالتسلط منذ انقلاب المليشيات الأسود على الدولة فمنذ سيطرتها بالقوة واستخدمت المليشيات الإعلام كأداة لتثبيت مشروعها القائم على العنصرية والطائفية وضخ الكراهية ضد كل مخالف وصولا إلى صناعة سرديات تقدم العنف كحق مشروع فضرب هذا الذراع الإعلامي ليس خطوة ثانوية وانما يمثل تفكيكا لجزء أساسي من ماكينة السيطرة الحوثية.
أما الأصوات التي تقلل من أهمية حملة واعي أو تتحدث عن انتهاك خصوصية أو عدم وضوح الحملة فالأجدر بها القيام بزيارة سريعة لحسابات المليشيات قبل أن تحذف والاطلاع على حجم السم الذي ينشر يوميا ما ينشر ليس رأي ولا نقاش سياسي ولكنه خطاب إرهابي مكتمل الأركان يستهدف اليمنيين في هويتهم وأمنهم ومستقبلهم فالاعتراض على مواجهته يكشف في أحسن الأحوال خلل في قراءة الواقع وفي أسوئها تماهيا مع خطاب لم يعد أحد يجهل خطورته.
حملة واعي هي البداية فتنظيف الفضاء الرقمي من أدوات التحريض السلالي الحوثي يمهد الطريق لاستعادة الوعي العام وتحرير النقاش من قبضة الدعاية السوداء وبين إنكار المليشيات واحتفاء اليمنيين ظهرت الحقيقة التي حاولت المليشيات إخفاءها لسنوات فخطابها لا يحظى بشعبية وسلطتها تقوم على الخوف لا على القبول وكل خطوة لقص أذرعها الإعلامية تقرب اليمنيين خطوة إضافية نحو الخلاص من الواقع المظلم الذي فرض عليهم.