اليمن… الأرض التي تنتظر أبناءها

Author Icon الدكتور / عادل الشجاع

نوفمبر 21, 2025

اليمن تبكي، لكن بصمت الجبال، وتئن بوجع أثقل من أن يسمع… وجع تعود عليه العالم حتى صار عاديا في نشرات الأخبار، لكنه لا يزال يقطع قلب كل يمني يعرف ماذا كانت هذه البلاد، وما الذي تستحق أن تكونه..

اليمن… التي وقفت مع كل ملهوف، وآوت كل عابر، وفتحت أبوابها لكل مكروب…
تقف اليوم وحدها، تتكئ على ذاكرة مثقلة بالخذلان، وعلى شعب مزقته الأيام لكن روحه لم تنكسر..

بلاد تطعم غيرها من خيراتها، فيما أبناؤها يبحثون عن لقمة تقي أطفالهم الجوع، بلاد تنهب ثرواتها فوق الأرض وتحت الأرض، وتبقى البلد الأغنى أرضا والشعب الأفقر جيبا، بلاد تشعل فيها الصراعات بأيد ليست يمنية، ثم يطلب من أبنائها أن يقاتل بعضهم بعضا وكأن الدم رخيص، وكأن الحياة لا تستحق أن تعاش..

ومع ذلك…
بين كل هذا الخراب، يظل اليمني واقفا، لأنه يعرف أن هذه الأرض ليست مجرد وطن… بل هوية، وذاكرة، وكرامة، وشرف، وميلاد يتكرر في كل جيل مهما اشتدت العواصف..

يا أبناء اليمن…
لسنا بحاجة إلى من يبكي علينا، بل إلى من يستيقظ في داخلنا، لسنا بحاجة إلى صراخ ولا إلى غضب أعمى، بل إلى وعي يعيد ترتيب الفوضى، وعزيمة تبني ما هدم، وإرادة تخرج البلد من قبضة من جعلوا الحرب تجارة والموت مصلحة..

التغيير لا يولد من الرصاص، بل من إرادة صلبة تعرف ماذا تريد، من قلوب تؤمن أن اليمن لن ينهض إلا إذا نهض أبناؤه، ولن يتوحد إلا إذا اجتمعت كلمتهم، ولن يستعيد مجده إلا إذا أدرك كل يمني أن قيمته أكبر من أن تشترى، وأن صوته أثمن من أن يباع..

اليمن يستحق حياة… لا حربا،ويستحق كرامة… لا تبعية،ويستحق دولة… لا مليشيات، ويستحق مستقبلا… لا نزيفا بلا نهاية..

سيأتي يوم تنبت فيه الأرض من دموعها قبل دماء أبنائها…
يوم يخرج فيه اليمنيون ليقولوا بصوت واحد:
كفى… آن لليمن أن يعود..

زر الذهاب إلى الأعلى