تسويق خطاب الاصلاح بلغة تتنصل من التأريخ
عبدالرزاق الهجري القيادي الإخواني مع لفيف من منظري الإخوان ، يزور تشاتام هاوس بلندن ، لإعادة تسويق خطاب الإصلاح بلغة تتنصل فيها من إنتمائهم التاريخي لحركة، تضيق من حولها دوائر العزل ، والتصنيف المجمع عليه كمنظمة إرهابية.
الإخوان في اليمن يعيدون تكرار محاولات حماس وإخوان الأردن وغيرهما ، بنفي صلتهم بالحركة الأم ، ويعيدون تعريف أنفسهم كإسلام مدني معتدل ومتفاعل مع محيطه الدولي، الرافض لثقافة التمييز على أساس الدين والتنوع وبث روح الكراهية.
الغريب في الأمر إن إخوان اليمن وحدهم دون دول العالم ،من يصدقون هذا التدليس، بإنكار البصمة الوراثية للتأسيس والتبعية للتنظيم الدولي للإخوان ، في محاولة لإنقاذ مايمكن إنقاذه ، والتقليل من خسائر التصنيف لهذه الجماعة كمنظمة إرهاب دولي.
لا نفي حماس جنبها تبعات الولاء والبراء ،ولا إخوان اليمن سينجحون في تضليل العالم، وصناعة شهادة تاريخ ميلاد مزورة ،تعيد كتابة تاريخهم خارج جذور ومخاضات الولادة الأولى.
بريطانيا التي قامت في العشرينات بدور القابلة لتوليد هذا المسخ الديني ، لا يمكن لها أن تعترف بتسويف الإخوان ،وصدق خلع قميص مرجعياتهم الدينية ، والإدعاء إن الاخوان لم يعدو بل ولم يكونوا يوماً إخواناً.
سيقدم الهجري قراءة لأحداث وتطورات اليمن ، سينزع أيديولوجيته العقائدية الاقصائية ، الاقصائية ويزوغ الكلام بصياغات كذوبة كالإعتدال والإنفتاح على الآخر، وإحترام حقوق المرأة والحريات الدينية والمدنية ، وكل جملة تخرج من جعبة الإصلاح تُقرأ ضدها ، أي إن إصلاح اليمن اقصائي فاشي إرهابي ، بلا خط واضح في التعاطي مع الشأن اليمني ، يؤمن بالتقيا فهى شريك في الحكم ومتداخل بالمصالح مع الإنقلاب ، ضد الجماعات الإرهابية ومصدر تمويل للقاعدة ، مع احترام الآخر وتكفيره في حلقات تنشئة حواضنهم.
الإصلاح يبيع للعالم الوهم ، وكأن الزنداني وهو الاب الروحي لم يكن قاتلاً ومنظراً جهادياً ، وكذلك الحال مع قيادات الصف الأول عبد الوهاب الآنسي وصعتر ومن بقي متشبثاً بإدارة جماعته وفق سياسة الفتوى ، بمعناها القطعي : من ليس مع التنظيم فهو ليس مع الله ودمه مباح.
لاشيء تغير في إخوان اليمن يجنبهم التصنيف ، لا مراجعات ولا تشبيب للقيادات ولا ادانة لفتاوى التكفير ولا وقف دعم الإرهاب جنوباً ، ومع تحركاتهم الحالية للإغتسال من تاريخ دموي فاجر، هم الآن يستجدون العالم الإقرار بأن الزنداني رائد العلمانية، وإن الإصلاح لم يعد تكفيرياً إخوانياً وإن الخلاف مع الآخر تحسمه -خارج شروط السياسة- الفتوى.