سقوط الدولة اليمنية وهيمنة مشاريع الفساد والتدخلات الخارجية وانقلاب الاماميين على الدولة .
التقاريريعد الفساد والمناطقية المتوارثة في الواقع السياسي ،هو ما يجعل اليمن بلد مشتعل بالحروب إلى مالا نهاية، فخلال سنوات ما قبل وبعد الاستقلال، ظلت اليمن محكومة بنطاق عائلي أو قبلي أو بنطاق ما يشكله التدخل الخارجي والإقليمي ،ولذا لم تهدأ الاوضاع في اليمن ،وظلت هذا البلد محكومة بنطاق المصالح الدولية والإقليمية ،فلم يكن هناك قوى سياسية يمنية داخلية و طنية، استطاعت أن تتبنى مشروع سياسي واقتصادي، ماعدا الفترة التي تولى الرئيس ابراهيم الحمدي السلطة .
تؤدي السياسات الفاشلة والإحتمالات الخطاء ،إلى نتائج غير متوقعة بل وتصب في انهيار الدولة ،حيث تمثل خيارات الاحزاب الضيقة وأجندة والخارج في اليمن، إلى اصابة الدولة في انهيار تام في مجالات عدة .
وصلت اليمن إلى الوضع لم يكن يتوقعه أحد، فقد انهارت منظومة الدولة والخدمات والمؤسسات الفعالة، في واقع الدولة وكيانها السياسي والقانوني والدستوري، بل أن التدافع الكبير الذي استهدف الدولة وتشكل مجموعة مطالب وواقع التشدد، الذي رفضت فيه الأحزاب السياسية ما بعد 2011 الدخول في حلول اجرائية، وانهاء التأثيرات الخارجية التي اطالت حدة الأزمة ووصلت الوضع في اليمن إلى الانفجار .
تجذر الفساد واضعاف كيان الدولة
في الواقع السياسي اليمني وكذلك الاجتماعي والديني، تتبلور فكرة صناعة السياسيين الأقل امكانية وتعزيز وجودهم ،وفرص خيارات لإيجاد تأثيرات سياسية قوية لهم، سواء من خلال ايجاد وظائف ذات تأثير لهم، وفرض طبقة من الافراد والشخصيات الغير المثقفة والتابعة والضعيفة، حتى تمارس واقع الوظيفة والتأثير في النظام السياسي أو الحزبي والإجتماعي والتقليدي .
لم تهدأ الاوضاع في اليمن، لإن هذا البلد ظلت محكومة بنطاق عائلي أو قبلي أو بنطاق ما يشكله التدخل الخارجي والإقليمي
ابراهيم عبد العزيز اكاديمي يمني يصف الاشكالية الكبرى في اليمن ،هي القوى المتحكمة بالواقع اليمني ، والتي لديها توازنات خاصة سياسياً واجتماعياً ودينياً، هذا القوى هي من أعاقت الدولة واستثمرت امكانية الدولة لتفرض أجندتها، وبذلك تعطلت حركة الدولة في واقعها ووظائفها .
وشهدت اليمن العديد من ظروف الصراع، التي أثرت على شكل الدولة ودورها، حيث كانت الدولة حكراً لإطراف سياسية وقبلية وعائلية، وهو ما فرض استنزاف لموارد الدولة وعزز الفساد والفوضى، بل أن هذه القوى كان لها امكانيات من النفط، وصارت متهرب من الضرائب وتتأجر بكل السلع وتستورد ، وتفرض أجندتها حتى لو كان ذلك له انعكاس على واقع الدولة ووجودها .
اليمن محكومة بنطاق المصالح الدولية والإقليمية ،فلم يكن هناك قوى سياسية يمنية داخلية و طنية، استطاعت أن تتبنى مشروع سياسي واقتصادي، ماعدا الفترة التي تولى الرئيس ابراهيم الحمدي السلطة.
ويقول ابراهيم عبد العزيز " الدولة في اليمن كانت شكلية في العقود الماضية ،وسقوطها في يد الأماميين كان مخططاً له، حيث فرض ذلك ضعف للدولة، تغلغل من كان لديهم مشروع أمامي، حيث وجدوا فرصة في المصالحة القبلية والأمامية التي حدثت في السبعنيات، بعد الانقلاب على ثورة 26 سبتمبر وقياداتها، وكذلك تصفية القيادات العسكرية الجمهورية لصالح شخصيات عسكرية امامية وقبلية ،هي التي عززت وجودها في داخل الدولة.
هيمنة مراكز القوى والتدخلات الخارجية
رفضت العديد من القوى وجود الدولة ،وذهبت لمواجهتها وتشكلت مراكز قوى أرادت أن تكون هي المهيمنة على قرار الدولة ،حتى مع وجود رئيس للدولة ، كان مشائخ القبائل في شمال الشمال هم من يتحكمون ،ويهددون الرئيس بتجاوزه أو السيطرة على صنعاء مالم يكف على تنفيذ والقوانين والإجراءات، وهذا ما حدث للرئيس عبد الرحمن الإرياني أثناء فترة حكمه التي امتدت 7 سنوات .
ابراهيم عبد العزيز اكاديمي يمني "الاشكالية الكبرى في اليمن ،هي القوى المتحكمة بالواقع اليمني ، والتي لديها توازنات خاصة سياسيا واجتماعياً ودينياً"
ويربط سفيان علي أمين سياسي يمني طبيعة التهديدات لواقع الدولة اليمنية ،وذلك بنتائج تأثيرات مشاريع ضيقة ،كان أساس وجودها هو منع وجود الدولة والاستمرار على هيمنتها، حيث كانت الدولة في اليمن تتشكل بإتفاق خفي يناقض كونها تقوم على القانون، بل من خلال الاحتكار لمشائخ وشخصيات محددة في شمال الشمال، ومن ضمنها القوى الأمامية التي كانت تتقاسم الدولة وتهيمن عليها .
ووضح سفيان " لم تتشكل في أي فترة واقع الدولة اليمنية الحقيقية ،بل حدث أن تم الانقلاب على مضامين ثورة 26 سبتمبر وتحكم القبائل والمشائخ في واقع قرار الدولة ،تسبب في انهيارها وخروجها عن اطارها القانوني والدستوري، ولم تعد الدولة لكل اليمنيين بل دولة المتحكمين بكل مفاصلها لمصالح شخصية وقبلية .
سفيان علي أمين "لم تتشكل في أي فترة واقع الدولة اليمنية الحقيقية ،بل حدث أن نم الانقلاب على مضامين ثورة 26 سبتمبر، وتحكم القبائل والمشائخ في واقع قرار الدولة"
ولفت سفيان أن التدخلات الخارجية والتمويل الاقليمي للصراعات ،واضعاف الدولة في اليمن هو سبب في تفكك الدولة وكذلك سيطرة العديد من الشخصيات ذات الكفاءة الضعيفة، لتصبح من القيادات المتقدمة والكبيرة، بينما مشروعها في الأساس خارجي ،كما أن الولاء لهذه الشخصيات كان لدول خارجية وتعمل ضمن أجندتها وخياراتها .