اليمن بين الانهيار والفوضى: "فراغ سياسي واقتصادي مستمر"
التقارير
فقدت سلطة المجلس الرئاسي تأثيرها الفعلي على العديد من المحافظات التي تعددت تسمياتها ،فهي كانت تسمى بالمناطق المحررة والمناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها ، لكن بعد اجتياح حضرموت والمهرة، بدا أن رئيس المجلس الرئاسي صار لا يمتلك واقعا للسلطة واصدار القرار .
الواقع الحالي يختلف عن الواقع الذي كان عليه قبل سنوات، هناك قوى فعلية هي من لها تأثير بمناطق واسعة، فيما المجلس الرئاسي لم يعد سلطة ذات فعالية، بل أصبح خاضع للتفكك الواضح من حيث التأثير الاقليمي والمصالح للأطراف السياسية التي شكلت خريطة من استثمار السلطة لمصالح سياسية باحتة .
انهيار تراجيدي
بعد نشكيل المجلس الرئاسي انتقل واقع السلطة للامتداد الاقليمي فاعضاء المجلس الرئاسي لهم ارتباطات اقليمية أكثر من أنهم يسعون لتحقيق اصلاحات سياسية ، وبعد الضغوطات السياسية الهائلة في ابريل من عام 2022 وجد الرئيس السابق عبد ربه منصور خارج السلطة ولم يعد الرجل الاول وانتقلت صلاحياته لمجلس متعدد المهام والغايات والاهداف .
يرى عبد الحكيم ناجي سياسي يمني أن وجود المجلس الرئاسي كان معدا لتنفيذ مشاريع مؤلمة ولم في الواقع سلطة شرعية أو قانونية أو شعبية فالمجلس الرئاسي كان معنيا فقط بإحداث ارتباطات وخلق تنافسا سلبيا من داخل واقع القرار لإن من يمثله ليس له اتجاها متقارب .
وحسب حديث عبد الحكيم وهو سياسي "لليمني الجديد " فإن توقيت انشاء المجلس الرئاسي كان يوحي إلى تصالح اقليمي على مصالح اليمنيين فالرئيس هادي كان عنيد اتجه بعض القضايا والقرارات ولكن تمكينه لبعض الاطراف توظيف وتحقيق التوازن لصالح مشروعها خلق معارضة لمعظم قراراته وتوجهات ..
وقال عبد الحكيم " سلطة المجلس الرئاسي انتهت فعليا، خاصة أن هناك تراخي في المعالجات ذات الاولوية الحساسة، فيما لم تكن الشخصيات التي تولت القيادة العليا تملك مشروع يخص الدولة والمؤسسات، بل أن تضارب المصالح والمشاريع ،هو من أضعف تحركات المجلس من البداية."
واقع جديد
من الصعب التكهن عن مدى أي اتفاق فتشدد المجلس الانتقالي اتجه مشروعه يعني أن المجلس الرئاسي انتهى وصار هناك إدرك واضح من الجميع أن المجلس الرئاسي بتناقضاته وشخصياته والتأثير الاقليمي عليه كان أشبه بالقشة التي كسرت ظهر البعير .
علي يحيى الشعباني سياسي، يضع صورة قاتمة لواقع السلطة ،فهو يرى أن المجلس الرئاسي انتهى مع واقع الصراع الخليجي" الاماراتي والسعودي" حيث لم يتعاطى المجلس مع مصالح اليمن ومصالح اليمنيين، وكانت أنشطته هو تمثيل مشاريع أبو ظبي والرياض وهذا افقاده من الدعم من ناحية وكذلك جعله سلطة مهمشة وضعيفة.
وقال علي يحيى " خلال الثلاث السنوات والنصف التي استمر فيها المجلس الرئاسي السلطة كان هناك انقسام وفشل كما أن الدور السعودي والاماراتي لم يكن يهمه مصلحة اليمنيين إذ أنه اتجه إلى خلق عدم الاستقرار السلطة وتعاملا معها بناء على غاية وخطط بعيدة لتركها في النهاية وتشكيل أمر واقع تحدد فيه الدولتان مخطط نهائي لواقع اليمن."