رحلة الأسرار المدفونة" رواية يمنية تُحلق بالذاكرة والتراث إلى آفاق أكاديمية عالمية

الثقافة والفن
اليمني الجديد - خاص

في قلب اليمن العريق، تنبض حكايات وأسرار تنتظر من يضيء عتمتها ويُعيدها إلى وهج الذاكرة الحية ،من هذا النبع الثر، خطّ الأديب اليمني الدكتور مجدي صالح، رئيس الاتحاد العالمي للمثقفين العرب، رائعته "رحلة الأسرار المدفونة"، التي لم تكتفِ بكونها عملاً أدبياً آسراً، بل تخطت ذلك لتصبح محور أطروحة دكتوراه متميزة نوقشت مؤخراً في جامعة محمد لمين دباغين - سطيف 2 بالجمهورية الجزائرية للعام 2024-2025، في تكريم أكاديمي رفيع يُضاف إلى سجل الأدب اليمني المضيء.

تُقدم رواية الدكتور مجدي صالح للثقافة اليمنية والعربية ما يُشبه متحفاً حياً لتفاصيل اليمن في القرن الثامن عشر. هي ليست مجرد سرد متخيل، بل هي نسيج فني محبوك من "وثائق تاريخية حقيقية ومتعددة"، تُعيد بناء الحياة اليمنية بكل ثرائها: من عبق عمارة صنعاء التي وصفها المستشرقون بـ"سويسرا العرب" ونقوشها الشاهدة، إلى أسلوب حياة الفرد اليمني النبيل، وعاداته وتقاليده. إنها بحق معجم في رواية يُخلد عشرات الأسماء والمواقع التي قد تكون ذهبت في طي النسيان، ويُعيد إحياء روح الحقبة بأكملها.

ما يميز هذه الرواية بعمق، هو غوصها في علاقات التعايش الإنساني النبيل الذي ساد في اليمن. فقد نجحت في تصوير العلاقة المعقدة والثرية بين اليهود اليمنيين والقبائل اليمنية، مُقدمةً رؤية تتجاوز أي تنميط سطحي. فالرواية، وكما أبرزت الأطروحة التي أعدها الدكتور بيبي نذير بإشراف الأستاذة الدكتورة زهيرة بارش، تُظهر كيف كانت القبائل تحمي اليهود كجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي، ضمن عُرف يمني أصيل، وهو ما يُعد شهادة على تراث اليمن العريق في التسامح والقبول. ويُسلط الضوء فيها على الدور المحوري لشخصيات يمنية أصيلة كالحاخام حاييم حبشوش، الذي يُجسد هذا التعايش.

إن وصول هذا العمل الأدبي اليمني الأصيل إلى منصات البحث الأكاديمي الدولي، وتتويجه بأطروحة دكتوراه مرموقة، يُعد إنجازاً يُسهم في إبراز العمق الثقافي والحضاري لليمن. وهو ليس مجرد تكريم لرواية، بل هو احتفاء بقدرة الأدب اليمني على حمل رسائل إنسانية وتاريخية كبرى، تُثري الوعي العالمي بتراث غني غالباً ما يُغفل. إن هذه الدراسة الأكاديمية تُعد جسراً يُعبر به التراث اليمني إلى العالمية، مُعززةً مكانة الأديب الدكتور مجدي صالح كقائد ثقافي يُقدم للعالم نافذة على جوهر الروح اليمنية.

الجدير بالذكر، لقد ضمت لجنة مناقشة الأطروحة نخبة من أساتذة الأدب العربي المقارن والعالمي، وهم:
1- أ.د عبدالمالك بومنجل (رئيسًا) من جامعة سطيف 2.
2- أ.د عباس بن يحي (ممتحنًا) من جامعة المسيلة.
3 - أ.د زهيرة بارش (مشرفًا ومقررًا) من جامعة سطيف 2.
4 - د. حمزة بسو (عضوًا) من جامعة سطيف 2.
5 - د. نادية بوذراع (عضوًا) من جامعة سطيف 2.
6 - د. نبيلة بومنقاش (عضوًا) من جامعة سطيف

أحد روايات الاديب والروائي اليمني مجدي صالح

الدكتور مجدي صالح رئيس الاتحاد العالمي للمثقفين العرب، والمدير التنفيذي لدار نشر رقمنة الكتاب العربي ستوكهولم في السويد. هو أديب يمني مقيم في المهجر. صدرت له:

1- رواية فضيحة الحب الواحدة بعد الألف.
2- رواية رجل السماء الأول
3- رواية 2011
4- رواية رحلة الأسرار المدفونة

زر الذهاب إلى الأعلى