التمثال الاستثنائي لشخصية نسائية من المرمر هرب من اليمن في بداية السبعنيات

الثقافة والفن
متابعات+

وصف الباحث الآثاري عبدالله محسن أحد التماثيل المصنوع من المرمر لشخصية نسائية بارزة، من تمنع وقتبان بإنه استثنائي، فهو مدمج بين المرمر والبرونز ويرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، أي منذ 2500 عام وتحدث عنه كليفلاند، ودي ميغريه، وآخرون.

ووضحت مؤسسة فينيكس للفن القديم للتمثال المعروض على أنه التمثال الاستثنائي أكمل تمثال من المرمر معروف، مع شعر برونزي ومجوهرات محفوظة. تقف هذه المرأة مرتدية تاجا وقلادة وأقراطا وأساور ثعبان على كل ذراع، الذراعان مثنيتان عند المرفقين وبارزتان للأمام.

وترتدي المرأة فستانا طويلا، بأكمام قصيرة. تقف بثبات وقدميها العاريتين على الأرض، مما يشكل قاعدة صغيرة. ويتميز شكل الرأس البسيط بأذنين كبيرتين على شكل صدفة مزينتين بأقراط برونزية. الشعر، المصنوع أيضاً من البرونز، مصمم بدقة متناهية على الجهة الأمامية بتاج، وعلى الجهة الخلفية بضفيرة طويلة منحوتة بعدة خطوط قصيرة محفورة".
غادر التمثال  اليمن إلى فرنسا قبل العام 1970م ثم إلى سويسرا، وعُرض في معرض باد لندن، في ساحة بيركلي، من ٢ إلى ٨ أكتوبر ٢٠١٧م. وهو معرض سنوي أسس عام ٢٠٠٧م "على يد تاجر التحف الباريسي من الجيل الرابع، باتريك بيرين، ويُقام كل عام في أكتوبر، ويعتبر المعرض الشقيق لمعرض باد باريس الذي انطلق عام ١٩٩٨م، والذي يقام في شهر أبريل من كل عام، في حديقة التويلري الواقعة بين متحف اللوفر وساحة الكونكورد في الدائرة الأولى بباريس، فرنسا".

الملامح لهذا التمثال  وخاصة العينين، محددة بعناية. في الواقع، للعينين الكبيرتين جفون محفورة بعمق مرصعة بمادة داكنة، ربما من البيتومين؛ نُحت بياض العينين بشكل منفصل، وخضعت لنقش إضافي للحدقتين المملوءتين أيضا بنفس المادة الداكنة.

الحواجب الرفيعة المحفورة مرتفعة فوق العينين، وعظام الخدين المرتفعة تُحدد العينين. الأنف الطويل المستقيم ذو فتحتي أنف ضيقتين، والشفتان الرقيقتان مضغوطتان بإحكام. النظرة الهادئة والذراعان الممدودتان تُميزان التمثال كملكة عابدة.

لليدين وضعية مميزة: راحة يد ممدودة، وأخرى مضغوطة وهي تحمل شيئاً ما. ويُشكل التباين الملحوظ بين الوجه، بأشكاله الدقيقة والمفصلة، والجسم، الذي يتميز بنسب قصيرة وندرة في التفاصيل التشريحية.

 إحدى السمات التي تُميز جميع أعمال النحت في اليمن القديم من تلك الفترة. ويُعدّ التنوع الكبير في التمثيلات البشرية (الذكورية والأنثوية) في فن جنوب شبه الجزيرة العربية أمراً لافتا للنظر؛ فإلى جانب التماثيل الصغيرة (سواءً جالسة أو واقفة)، نجد شواهد بارزة منخفضة وعالية، ورؤوسا ذات أعناق طويلة مثبتة على قواعد. ولا يُعرف معناها الدقيق. ويُشير كون الغالبية العظمى من هذه القطع آتية من مقابر، ووجود نقوش متكررة، وإن لم تكن إلزامية، على قواعدها بوضوح إلى أنها كانت صورا للمتوفي، موضوعة بالقرب من القبر".
.

زر الذهاب إلى الأعلى