نواب اميركيون: قادة خليجيون يدعون للقضاء على التهديد النووي الإيراني في محادثاتهم الخاصة

الأخبار العالمية
متابعات +

قالت مجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين يزورون دول الخليج العربي هذا الاسبوع، إنهم سمعوا رسالة مختلفة بشأن الحرب بين إسرائيل وإيران مقارنةً بما تقوله حكومات تلك الدول علنًا.

وأوضح النواب أنهم خلال لقاءاتهم مع المسؤولين في السعودية والإمارات والبحرين، لمسوا رغبة قوية في تهدئة التوترات في المنطقة، لكن، بدلاً من إدانة إسرائيل، وجدوا انفتاحًا على استمرار الشراكة معها، بحسب ما قال أربعة من أعضاء الكونغرس في مقابلات يوم الأربعاء.

وبدلاً من التعبير عن التضامن مع إيران، أشاروا إلى تحذيرات من الخطر الذي يشكّله البرنامج النووي الإيراني على الشرق الأوسط، والحاجة إلى التخلص منه.

وقال النائب الجمهوري عن ولاية نبراسكا، دون بيكون، في مقابلة هاتفية من الإمارات: "من الواضح أنهم يفضلون طريقة سلمية للتخلص من الأسلحة النووية، لكنهم جميعًا أكدوا أن إيران المسلحة نوويًا تمثل تهديدًا وجوديًا لهم. إنهم يفضلون الطرق السلمية — ولكن هذه الطريقة تؤتي ثمارها أيضًا".

ولم ترد الحكومة السعودية فورًا على طلب للتعليق يوم الأربعاء، أما الحكومة البحرينية فردّت على استفسارات بشأن تصريحات الوفد ببيان سابق كانت قد أدانت فيه الهجوم الإسرائيلي على إيران ودعت إلى ضبط النفس.

من جهتها، جددت الحكومة الإماراتية في بيان لصحيفة نيويورك تايمز موقفها الرافض "بشدة للتصعيد العسكري الإسرائيلي ضد إيران"، وقالت: "تعتبر الإمارات التهدئة أولوية ملحّة وتواصل التنسيق مع شركائها الإقليميين والدوليين لمنع المزيد من عدم الاستقرار".

يُذكر أن البحرين والإمارات أقامتا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لأول مرة في عام 2020 ضمن اتفاقات إبراهام، وكان المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون يأملون في تطبيع العلاقات مع دول أخرى، لا سيما السعودية، لكن هذه العلاقات توترت منذ اندلاع الحرب في غزة عام 2023.

وتنظر هذه الدول الخليجية بعين الريبة إلى إيران منذ فترة طويلة، لكنها تحوّلت في السنوات الأخيرة نحو سياسة التقارب الدبلوماسي معها، باعتبارها وسيلة أكثر واقعية لاحتواء الجار الإيراني.

وسارعت الدول الثلاث إلى إدانة الحملة الجوية الإسرائيلية المدمّرة على إيران، والتي بدأت يوم الجمعة وأشعلت أعنف مواجهة في تاريخ العداء الطويل بين الجانبين، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجوم استهدف منشآت نووية إيرانية لمنع تهديد ضد إسرائيل، ولوّح بإمكانية إسقاط النظام الإيراني.

وكان الشيخ محمد بن زايد، حاكم الإمارات، قد اتصل بالرئيس الإيراني يوم الثلاثاء ليعرب عن "تضامنه مع إيران وشعبها في هذه الأوقات الصعبة"، أما السعودية، التي تُعد تقليديًا من أبرز خصوم إيران، فقد أدانت "العدوان الإسرائيلي السافر ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة"، وحذّرت البحرين من "عواقب خطيرة على أمن واستقرار المنطقة".

لكن أعضاء الكونغرس قالوا إن المسؤولين رفيعي المستوى في كل من هذه الدول عرضوا وجهة نظر مختلفة في الجلسات المغلقة، رغم أنهم سمعوا أيضًا انتقادات لإسرائيل.

وقال النائب الديمقراطي عن ولاية إلينوي براد شنايدر، والرئيس المشارك لتكتل حلفاء إسرائيل في الكونغرس: "ما سمعناه كان استمرارًا لحالة من التفاؤل بالمستقبل، مع إدراك واضح أن إيران النووية تمثل تهديدًا لذلك المستقبل، لكن اتفاقيات إبراهام تمثل الطريق لضمانه".

وأضاف النواب أن قادة المنطقة حذرون من الاصطفاف العلني إلى جانب إسرائيل، مدركين مدى عدم شعبيتها بين شعوبهم بسبب احتلالها الأراضي الفلسطينية.

وقال النائب الديمقراطي جيمي بانيتا من كاليفورنيا: "لقد سافرنا إلى هذه المنطقة مرات كافية لنعرف أن هناك نوعًا من المناورات المسرحية التي تحدث" وأضاف "لكن الرسالة المتكررة كانت موجهة إلى إيران وقواها المزعزعة للاستقرار — ليس فقط بقدراتها النووية، بل من خلال وكلائها أيضًا".

وأشار النائب الجمهوري عن ولاية آيوا زاك نان إلى أن المسؤولين الخليجيين بدوا مشجعين لأن الهجوم الإسرائيلي أظهر لهم "أن إيران قد لا تكون قوية كما يُصوّر عنها."

وفي اجتماعاتهم بالسعودية، ناقش النواب احتمال اعتراف المملكة بإسرائيل، وقال شنايدر: "في الوضع الحالي، من غير المرجّح أن تكون هذه هي الخطوة التالية، لكن ما سمعناه هو وجود تقدم والتزام بمستقبل سلمي في المنطقة".

وكان بانيتا قد التقى بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في عام 2023، قبل بدء الحرب في غزة، وقال إنه خرج من الاجتماع بـ “تفاؤل كبير وأمل" بشأن صفقة بين السعودية وإسرائيل لكنه أضاف أن الحرب في غزة غيّرت المعادلة، وقال: "لقد عدت إلى السعودية مرتين منذ ذلك الحين، وهناك بوضوح جانب آخر من المعادلة — وهو القضية الفلسطينية، التي لا بد من معالجتها."

وكانت رحلة وفد الكونغرس قد خُطط لها منذ عدة أشهر، لكن النواب قرروا المضي قدمًا فيها رغم تصاعد العنف بين إسرائيل وإيران.

المصدر: نيويورك تايمز
زر الذهاب إلى الأعلى