تصاعد الاحتجاجات في أنحاء إيران وقوات الأمن تواجه المتظاهرين في طهران
الأخبار العالمية
تصاعدت الاحتجاجات في أنحاء إيران يوم الاثنين، إذ واجه المتظاهرون قوات الأمن في طهران ومشهد، فيما لجأت السلطات إلى استخدام الغاز المسيل للدموع وسط إضرابات واشتباكات في الشوارع، بحسب تقارير.
وأفادت جماعة معارضة إيرانية، هي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بأن حشدًا كبيرًا من المتظاهرين سار على طول شارع جمهوري (الجمهورية)، قبل أن ينتقل إلى مناطق مجاورة، من بينها شارع ناصر خسرو وساحة إسطنبول في طهران.
وتحوّلت مناطق وسط طهران إلى بؤر توتر، حيث اندلعت اشتباكات متحركة في الشوارع بين المتظاهرين وقوات أمن النظام قرب مناطق حكومية وتجارية رئيسية.
وبحسب روايات من موقع الأحداث، أطلقت وحدات الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات لتفريق الحشود في وسط المدينة. وردّ المتظاهرون بهتافات «عار! عار!» ودفعوا القوات الأمنية إلى التراجع عن عدة مناطق.
وتواصلت الإضرابات والاحتجاجات على مستوى البلاد، ولا سيما من قبل التجار، مع إغلاق المحال في مراكز تجارية كبرى، من بينها بازار طهران الكبير، وشارع لالهزار، وناصر خسرو، وساحة إسطنبول، وردّد المتظاهرون شعارات مناهضة للحكومة، مطالبين بسقوط رجال الدين الحاكمين وتنحّي القيادة.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت متظاهرين داخل مجمّع تجاري كبير في بازار طهران وهم يهتفون: «لا تخافوا، نحن جميعًا معًا»، ويوجهون الإهانات لقوات الأمن ويتهمونها بالعار.
كما أظهرت لقطات إضافية من مناطق البازار حشودًا تهتف «الموت للديكتاتور»، وتدعو التجار إلى إغلاق محالهم، وتطالب الرئيس مسعود بزشكيان بالتنحي، فيما تُسمَع في الفيديو أصوات تشير إلى إغلاق المتاجر احتجاجًا.
كما وثّقت مقاطع أخرى مظاهرات في مناطق مختلفة من طهران، بما في ذلك لقطات تُظهر متظاهرين يهاجمون سيارة رجل دين موالٍ للنظام ويتسببون بأضرار لها.
وفي فيديو آخر، روى مراسل قناة «إيران إنترناشونال» مشاهد من الاحتجاجات مع ترجمة مكتوبة، واصفًا الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن مع اتساع رقعة الاضطرابات في العاصمة.
وبحلول بعد ظهر الاثنين، امتدت الاحتجاجات إلى مدينة مشهد في شمال شرق البلاد، حيث تجمع متظاهرون في الساحات المركزية واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب التي تدخلت باستخدام الهراوات، قبل أن يدفع المتظاهرون القوات إلى التراجع مع تصاعد المواجهات.
وفي تقرير آخر، نقلت وكالة «فارس» للأنباء، التابعة للحرس الثوري الإيراني، قولها: «أفاد شهود عيان لفارس بأن من بين حشد قوامه نحو 200 شخص، وُجدت خلايا صغيرة من خمسة إلى عشرة أفراد يرددون شعارات تتجاوز المطالب الاقتصادية».
وأضاف التقرير: «تزامنًا مع هذه التجمعات، دعت مريم رجوي إلى ’تشكيل سلسلة من الاحتجاجات‘»، ونقل عن مصدر مطّلع في وزارة الاستخبارات قوله إن النمط يتماشى مع ما وصفه بمحاولة لتحويل المطالب الاقتصادية إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي.
كما أفادت «إيران إنترناشونال» بأن بزشكيان قال يوم الاثنين إنه وجّه وزير الداخلية بفتح حوار مع ممثلي المتظاهرين، في أول رد رسمي له على الاضطرابات.
وحظيت الاحتجاجات، التي استمرت حتى ساعات الليل، باهتمام دولي، إذ دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت المتظاهرين إلى الانتفاض في مقطع فيديو نُشر على منصة «إكس».
وقال بينيت: «للشعب الإيراني ماضٍ مجيد، ويمكنه أن يحظى بمستقبل أكثر مجدًا»، مضيفًا: «ذلك المستقبل يعتمد على كل واحد منكم».