الداخل لسجون الحوثي مفقود

حمزة الجبيحي لـ"اليمني الجديد": المرتضى شطب أسمي من عدة صفقات لتبادل الأسرى والمعتقلين حوارات

أُعتقل الصحفي حمزة يحيى الجبيحي في عام 2016 ليستمر حتى 2021، خلال هذه السنوات كان يعيش حمزة بقلق ويأس، من أن يظل في السجن إلى ما لانهاية ،خاصة كونه أعتقل من المليشيات الحوثي، التي تقوم بكل أنشطتها بطريقة غير قانونية ،وتمارس اتهاماتها لخصومها بطرق العنف والتعذيب في السجون والمعتقلات .

حمزة الجبيحي صحفي وناشط اعلامي، نال بكالوريوس إدارة اعمال ،تسويق جامعة الملك سعود 2005 كما أنه عمل في عدة شركات حكومية، وخاصة سواء بنوك وشركات انتاجية كمسؤول تسويق .

في يوم الأربعاء 31 أغسطس من عام 2016 أُعتقل حمزة عبد الرقيب الجبيحي، وقتها تم اقتياده لإحد السجون في محافظة صنعاء، كان الأمر لديه صعب فالإعتقالات التي كانت تحدث للمعتقلين، تقوم على دوافع سياسية وليست دوافع اتهامية حقيقية .
بعد ستة ايام اعتقلت مليشيات الحوثي، الصحفي يحيى عبد الرقيب الجبيحي ،والد حمزة يحيى وكذلك شقيقه ذي يزن .

خمسة أعوام قضها حمزة يحيى في المعتقل، كان الوضع سيئ، ولم يكن هناك أمل في الخروج من المعتقل ومضى 1855 يوم، وفيها تعرض حمزة لواقع نفسي صعب، كان هناك قلق يساوره حول فترة الاعتقال التي لن تكون لها نهاية ،وربما أن أفكار السجن تحيط به وهو محاط بجدارن السجن واشكال المعتقلين، وظروف الاعتقال وطبيعة الضغوط والتجاوزات والانتهاك، والتي كثيراً ما تحدث وتشمل اشكال متعددة من ما يمارسه الحوثي؛ من تعذيب، وتحقيق ،واسترخاص لإرواح من اعتقلتهم أجهزته المختلفة .

يروي حمزة الجبيحي ما كان يحدث في سنوات إعتقاله الذي أستمر لسنوات ويعتبر أن ما آثاره " هو تعامل الحوثيين معنا ككفار في نظرهم، وكذلك العنصرية والمناطثية والطائفية، حيث تعاملوا معي وفقا لتلك المعايير المقيتة."

وتابع أن ما عاشه طوال سنوات السجن المشئومة، بكل قبح ،ذلك التعامل الذي يعامله به الحوثيين، وحسرته على ما مر به ، وكأنه ليس يمني أولاً وكإنسان ثانياً.

ما حدث لا يمكن نسيانه

يظهر الناشط والإعلامي حمزة الجبيحي واقع طبيعة الإعتقال في سجون الحوثي، كان ذلك شيئ صعب وأكثر تأثير على نفسيته ،في الماضي والحاضر.
ويرى مثل هذه الظروف على أنها قاسية عليه ،بكل حجمها خاصة طيلة السنوات التي أخذت منه الكثير ويقول "طبعا كل ماجرى لايمكن نسيانه لا من ذاكرتي كمختطف، ولا من ذاكرة اليمنيين بشكل عام ،كما ان تلك الجرائم لن تسقط بالتقادم، إن لم يكن سياسيا فشعبيا وحقوقيا.

وحسب حديثه فإنه كان سجين سياسي ،ولم يكن يعلم كم سيبقى في السجن !
وهل فعلا سيخرج أو لا ؟
ولفت " كان المدعو عبدالقادر المرتضى بنفسه، يشطب أسمي من عدة صفقات تبادل محلية ودولية، ولم يوافق الا في الصفقة الاخيرة ،لإنه كان مقابلي هو أسير حوثي لدى الشرعية بتعز.

التعذيب الجسدي ومحاولات اذلاله

يسترجع الصحفي والناشط حمزة الجبيحي واقع وأحداث كثيرة مؤلمة لم تنسى "طبعا مالقيته وخصوصا أنا وزملائي الصحفيين والناشطين لايخطر على قلب بشر.

ويروي تفاصيل تلك الظروف، التي ظلت بالنسبة له غير قابلة للنسيان منذ أن حدث "الإعتقال بصورة فوضوية ميلشياوية، من خلال مسلحين بلباس مدني وملثمين ،وسط هجوم وحشي وتهديد وترهيب قوي رغم عدم المقاومة مني إطلاقا"

وقال "التحقيق يتم بصورة استفزازية والضغط على الاعتراف باشياء غير صحيحة اطلاقا ،كما أن هناك تعذيب جسدي، من خلال الضرب بالكابلات والاسلاك الكهربائية -الصعق بالكهرباء - والتعليق لفترات طويلة والحرمان من النوم"

ويضيف أنه كان يتعرض للسب والشتم بالألفاظ البذيئة والمناطقية، والعنصرية والمذهبية والطائفية.

ووصف خروجه من المعتقل بإنه حمل شعوراً لايوصف، كونه لم يكن يتوقع الخروج، وأصابه اليأس من الافراج ،منذ ان تم شطبه من أول صفقة تبادل،فسجون الحوثيين الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود.

اعتقال وتخويف واتهامات باطلة

يقول حمزة الجبيحي "تم اختطافي وانا في طريقي الى مقر عملي، حيث حاصرتني خمس سيارات مشحونة بافراد يلبسون الزي المدني، ومسلحين ملثمون حيث طوقوا المنطقة بطوق أمني مشدد، في حالة ترهيب لكل المارة هناك فضلا عن ترهيبي.
"
وحسب حديثه كان الملفت للنظر انه لم تكن هناك اية مظاهر للدولة ،حيث السيارات ليست عسكرية ولا احد منهم يلبس البزة العسكرية ،ممايدل على العقلية الميليشياوية العصبوية بامتياز.

التهم التي وجهت لحمزة الجبيحي ،بعد الإعتقال تنوعت، ووضع الحوثيين تهم كلها حاولت اثباث جرمه وخيانته وحدد حمزة الجبيحي تلك التهم
على " التحريض ضد الحوثيين من خلال النشاط الإعلامي والنشر في المواقع ووسائل التواصل الإجتماعي، ايمانا مني بحرية التعبير.. وهذه هي التهمة الرئيسية"
-
كما أن الحوثيين أتهموه بالتعاون مع الحكومة اليمنية الشرعية ،من خلال تزويدها بإخبار الحوثيين وتحركاتهم بصنعاء و العمالة لما اسموه للمرتزقة والعدوان (حد وصفهم) وهذا القالب الجاهز لكل من يختطفونه.

نهب الوثائق والمحاكمة التعسفية

أخذ الحوثيون الوثائق المرتبطة بحمزة الجبيحي، بعد مداهمة المنزل ونهبوا الوثائق الشخصية؛ كأصول الشهادات العلمية والعملية
ولم يكتفوا بذلك حسب حديث حمزة فقد مارسوا الحرب النفسية عليه، اثناء فترة الاعتقال ،وتوصيل رسائل سلبية إلى أهله ،مما آثار قلقه ومرضه بسبب ذلك.
ووصف محكمته التي حدثت في سنوات اعتقاله، بإنها كانت تعسفية حيث لم يجد الحوثيين، دليل واحد على تهمتهم له ورغم ذلك لم يفرجوا عنه .

وقال حمزة "الحوثيين يريدون تركيع اليمنيين وهيهات لهم ذلك ،ثم أنه يدل على الحقد الدفين على اليمنيين، كون الحوثيين أصلا ليسوا يمنيين، فهم ينفذون أجندة فارسية دخيلة على اليمن واليمنيين تاريخياً واجتماعياً ودينياً.

عندما أعتقل حمزة الجبيحي ذهب الحوثيين لإعتقال والده يحيى عبد الرقيب الجبيحي بعده بستة أيام اضافة إلى شقيقه ذي يزن .
وتحدث حمزة عن اللقاء مع والده " تفرقنا فقط في الاسبوعين من الاختطاف ،ثم اجتمعنا انا ووالدي وشقيقي في زنزانة واحدة طوال الفترة، و خرج شقيقي بعد شهرين ونصف، ووالدي بعد سنة وشهرين، وأستمر انا بعدهما بقية فترة الخمس سنوات وشهرين.

زر الذهاب إلى الأعلى