الحوثيون وتصعيد المواجهة مع اسرائيل " تداعيات قصف الموانئ اليمنية وأرتدادات الأزمة الاقليمية "
الأخبار المحلية
خلال فترات الهجمات التي شنتها جماعة الحوثيين على اسرائيل ،ضخمت الجماعة من حجم استهدفها التي لم تكن حقيقية أو خطيرة ولم تؤدي إلى خسائر ، وترافقت تلك الهجمات مع محاولات لجماعة الحوثي لاظهار مدى قدرتها في التأثير على واقع اسرائيل السياسي والاقتصادي والعسكري.
اتخذت جماعة الحوثيين، من أحداث غزة في 7 من اكتوبر من عام 2023 كذريعة للتهرب من الاتفاقات، التي كانت تجري حول احلال السلال في اليمن ،وباشرت في اغلاق الحوارات التي والكثير من الملفات الانسانية والاقتصادية .
يصف سفيان أحمد عبد الله "سياسي يمني "أن جماعة الحوثيين عملت في كل فترات الصراع على خلق ذرائع ،لخلق وضع جديد يناسبها ويناسب مشروعها ،فهي لم تكن ترغب في ابدا حسن النية في انهاء الصراع في اليمن، لذا بمجرد أن انفجرت احداث غزة ،حتى وجدت الجماعة ذلك فرصة مناسبة لها في تعزيز الدور الخاص بها ،والذي كان ضمن الأجندة الايرانية .
حرب شكلية لا عدأ حقيقي
وقال سفيان " حرب الحوثيين على اسرائيل كانت مجرد حرب شكلية ليس لها تأثير ،فمن ناحية حاولت الجماعة ابراز قوتها، فيما اسرائيل والولايات المتحدة اظهرت اهتمام مبالغ به وكان هناك مخطط لاستهداف ايران"
وأضاف أن الولايات المتحدة واسرائيل حاولت اظهار قدر كبير من الضعف حتى لا تشعر ايران بوجود استعداد لاستهدافها أو مقدرة على المواجهة .
وحسب رأي سفيان فإن قيادات الحوثيين ظلت متهربة ومختفية من مواجهة اسرائيل، فيما اتجهت الاخيرة إلى استهداف مشاريع وبنية تحتية مرتبطة باليمنيين، من مصانع الاسمنت إلى محطات الكهرباء وموانئ الحديدة الثلاثة .
صواريخ الحوثيين لم تكن تمثل خطر على اسرائيل
طالما عملت جماعة الحوثيين على قصف اسرائيل بصواريخ لم تصل إلى اهدافها ،ولم تسقط هذه الصواريخ في مناطق عسكرية واقتصادية.
بل أن عمليات الحوثيين كانت مجرد عمليات عسكرية ،تحاول به الجماعة اشعار الاخريين، أنها صارت قادرة على اطلاق صواريخ بمدى أطول.
لكن في الواقع كانت هذه الصواريخ تسقط بأقل التكاليف، فهي لم ترهق القدرات الجوية الاسرائيلية، كما أن المسافة الطويلة التي تقطعها هذه الصواريخ، كان يسمح للدفاعات الجوية والمنظومات الاسرائيلية في الاستعداد الكافي لوصول هذه الصواريخ .
سعيد مكرد خبير عسكري يرى أن الحوثيين في عملياتهم العسكرية، خدموا اسرائيل أكثر من كونهم أضروا بها ،فهم خلقوا كفاءة اسرائيلية في الاستهداف البعيد لمقاتلاتها .
وقال مكرد " صواريخ الحوثيين جعلت الاسرائيليين ينظرون لمثل هذه الهجمات ،كما لو كانت هجمات وقصف ايراني وحسب تعبيره " بدات اسرائيل تفحص هذه الصواريخ الايرانية ، وتجري تعديلات على منظومتها الجوية فأدخلوا تطورات تقنيات جديدة فيها "
وقال مكرد " الحوثيون أتخذوا من قصف اسرائيل كواقع تحكمه مقتضياتهم الخاصة، وليس الامر مرتبط بالدفاع عن الفلسطنيين وغزة ،فالحوثيين كانوا ومازالوا جزء من المشروع الايراني ويتلقون الاوامر والتوجيهات من الحرس الثوري لذا فمسألة المواجهة التي حاول الحوثيين الدفع بها لفرض وجودهم ومشروعهم أضر باليمنيين "