تمثال مرمري لامرأة بارزة من تمنع بقتبان يعود للقرن الثالث قبل الميلاد ويُعرف بـ"التاج البرونزي

الأخبار المحلية
وسيم صلاح + اليمني الجديد

يعد تمثال ذات التاج البرونزي ذات خاصية تأريخية فائقة وعميقة وفق عوامل عدة؛ فهو يرجع للقرن الثالث قبل الميلاد أي منذ 2300 عام ،التمثال حسب تحديد هويته يرجع إلى التمثيلات البشرية (الذكورية والأنثوية) في فن جنوب شبه الجزيرة العربية أمراً لافتا للنظر؛ فإلى جانب التماثيل الصغيرة (سواءً جالسة أو واقفة)، نجد شواهد بارزة منخفضة وعالية،
.
عبد الله محسن بحث ومختص ابرز هذا التمثال في حسابه في منصة "X" ووصفه أنه  تمثال إستثنائي ونادر من المرمر لشخصية نسائية بارزة من تمنع ‎قتبان، يدمج بين المرمر والبرونز. يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد تقريباً؛ أي منذ 2300 عام. أشار إليه كليفلاند، ودي ميغريه، وآخرون.

وصفت مؤسسة فينيكس للفن القديم للتمثال المعروض على أنه " يُعد هذا التمثال الاستثنائي أكمل تمثال من المرمر معروف، مع شعر برونزي ومجوهرات محفوظة. تقف هذه المرأة مرتدية تاجا وقلادة وأقراطا وأساور ثعبان على كل ذراع، الذراعان مثنيتان عند المرفقين وبارزتان للأمام.

وحددت فينيكس هذه النموذج من التماثيل من خلال التدقيق حيث " ترتدي المرأة فستانا طويلا، بأكمام قصيرة. تقف بثبات وقدميها العاريتين على الأرض، مما يشكل قاعدة صغيرة. ويتميز شكل الرأس البسيط بأذنين كبيرتين على شكل صدفة مزينتين بأقراط برونزية. الشعر، المصنوع أيضاً من البرونز، مصمم بدقة متناهية على الجهة الأمامية بتاج، وعلى الجهة الخلفية بضفيرة طويلة منحوتة بعدة خطوط قصيرة محفورة".
.
غادر التاج البرونزي  اليمن إلى فرنسا قبل العام 1970م ثم إلى سويسرا، وعُرض في معرض باد لندن، في ساحة بيركلي، من ٢ إلى ٨ أكتوبر ٢٠١٧م.

معرض باد لندن معرض سنوي أسس عام ٢٠٠٧م "على يد تاجر التحف الباريسي من الجيل الرابع، باتريك بيرين، ويُقام كل عام في أكتوبر، ويعتبر المعرض الشقيق لمعرض باد باريس الذي انطلق عام ١٩٩٨م، والذي يقام في شهر أبريل من كل عام، في حديقة التويلري الواقعة بين متحف اللوفر وساحة الكونكورد في الدائرة الأولى بباريس، فرنسا".

ما يميز هذا التمثال "الملامح، وخاصة العينين، محددة بعناية. في الواقع، للعينين الكبيرتين جفون محفورة بعمق مرصعة بمادة داكنة، ربما من البيتومين؛ نُحت بياض العينين بشكل منفصل، وخضعت لنقش إضافي للحدقتين المملوءتين أيضا بنفس المادة الداكنة.

فيما الحواجب الرفيعة المحفورة مرتفعة فوق العينين، وعظام الخدين المرتفعة تُحدد العينين، والأنف الطويل المستقيم ذو فتحتي أنف ضيقتين ، إلى جانب الشفتان الرقيقتان مضغوطتان بإحكام.

النظرة الهادئة والذراعان الممدودتان تُميزان التمثال كملكة عابدة بيننا لليدين وضعية مميزة: راحة يد ممدودة، وأخرى مضغوطة وهي تحمل شيئاً ما. ويُشكل التباين الملحوظ بين الوجه، بأشكاله الدقيقة والمفصلة، والجسم، الذي يتميز بنسب قصيرة وندرة في التفاصيل التشريحية.

إحدى السمات التي تُميز جميع أعمال النحت في اليمن القديم من تلك الفترة. ويُعدّ التنوع الكبير في التمثيلات البشرية (الذكورية والأنثوية) في فن جنوب شبه الجزيرة العربية أمراً لافتا للنظر؛ فإلى جانب التماثيل الصغيرة (سواءً جالسة أو واقفة)، نجد شواهد بارزة منخفضة وعالية، ورؤوسا ذات أعناق طويلة مثبتة على قواعد. ولا يُعرف معناها الدقيق. ويُشير كون الغالبية العظمى من هذه القطع آتية من مقابر، ووجود نقوش متكررة، وإن لم تكن إلزامية، على قواعدها بوضوح إلى أنها كانت صورا للمتوفي، موضوعة بالقرب من القبر".
.

زر الذهاب إلى الأعلى