نشطاء ومثقفون في تعز يتهمون طرفًا سياسيًا بالمسؤولية عن التفلت وأعمال العنف
الأخبار المحلية
خلقت حادثة مقتل افتهان المشهري مديرة مكتب النظافة والتحسين مشاعر موحدة تدين الإغتيال، وترك العديد من الناشطين والصحفيين في محافظة تعز الموقف الملتبس والغامض، ليأخذوا اتجاها أقرب إلى اعتبار ما جرى ،على أنه تراكم للتفلت والجرائم، بل أتهم العديد منهم طرفا سياسي بأنه هو من يتحكم بتعز.
يشعر السكان أن المحافظة تنهار بشكل كلي في مستوى الخدمات، إلى جانب الانتهاكات والتجاوزات التي يقوم بها أفراد من الجيش ، وأن الجرائم التي أصبح القاتل محمي بالالوية العسكرية التي ينتمي اليها المجرمون ،إلى جانب تدخل نافذين في منع ضبط الجناة، وهذا مؤشر على طبيعة تشكيل وتأسيس الجيش والأمن والمحاصصات التي جعلت المدينة مختطفة لإطراف واحزاب واشخاص نافذون .
تعز مختطفة
بحزن يقول رامي خالد مهيوب :" تعز مختطفة في يد مليشيات وقتله ،والسكان رهائن وهم يخضعون لوضع داخلي اصاب المدينة بالشلل ،فيما المواطن مهدد بالقتل والنهب والابتزاز والاستغلال، من قبل تشكيلات مختلفة ليس لديها مشروع غير انها ترتكب كل التجاوزات والانتهاك دون أن يكون سلطة فعلية منضبطة .
ينظر رامي خالد بغضب لشارع جمال ،حيث ينوي الانضمام إلى الاحتجاجات والوقفات المنددة بمقتل افتهان ،حسب رأيه أن ما يجري في المحافظة طبيعي، لخريطة السيطرة واحتكار المدينة وتحويلها لمنطقة يحكمها القتلة، وأن هناك سبب في اضعاف أدوات الضبط والعمل المؤسسي وهذا ترك الوضع ضمن انهيار مزمن .
يقول رامي " يمكن لسكان تعز أن يغيروا أليه الوضع واعادة الامور لصالحهم ،إذا خرجوا من حالة الضعف والخضوع لسلطة القتلة، التي تهيمن على واقع المؤسسات والقرارات وهذه السلطة هي من دافعت عن عشرات المجرمين والقتلة وعطلت كل الاجراءات لضبطهم وأحالتهم للقضاء "
نصب للخيام وقطع الشوارع
بعد حادثة مقتل افتهان المشهري اتجه عمال النظافة لنصب الخيام في شارع جمال ،يشعر مئات العاملين في النظافة أنهم مستهدفون من واقعة اغتيال مديرة المكتب ، هناك قوى عديدة وقفت ضد اتجه افتهان لاصلاح واقع المكتب ومحاوله اضعافها وافشالها، لقد أتجهت افتهان لتحسين ظروف العاملين .
يتجمع المئات للاحتجاج لم يعد عمال النظافة هم من يحتجون ،هناك من طالب بإيقاف بعض الشخصيات السياسية، من التحكم بالمطالب واخضاع الاحتجاجات لتأخذ مسار قد لا يخدم طبيعة ما تعرضت له افتهان ، تسارع واقع الصدمة ترك سكان تعز أمام مواجهة حقيقية للاعتراف، أن هناك طرفا سياسي هو من يعرقل أي تغير، وأن المؤسسة الأمنية والعسكرية لها موقف أقرب للجناة لا مع الضحايا .
تحدثت افتهان عن أحد اقرباء مدير أمن تعز الحالي، وهو يتصل بالافراد المسلحون في أحد أحياء تعز الأكثر وقوع للجرائم" زيد الموشكي" يخبرهم ان قرب حملة أمنية ضدهم ،ويطالبهم بتهريب أحد الجاني محمد صادق .
تتحدث مصادر أن شبكة من القتلة في تعز تمتهن القيام بإنشطة لأطراف اخرى ،وهذا ما كشفت عنه مديرة مكتب النظافة من ان محمد صادق كان يعمل لاطراف وشخصيات أخرى، وأن موقفها لتجنب الدخول في مواجهة مع جسار، الذي اتى بمحمد صادق جعلها تعرف في الأخير أن جسار هو المعضلة.
تحرك لإنقاذ تعز
يحدد العديد من الناشطين والصحفيين مشكلة تعز بسيطرة حزب الاصلاح ،الذي تحكم بكل مفاصل عمل المؤسسات ،وانتج شكلا من العصابات هي من تتحكم بالمحافظة.
محمد عبد العزيز ناشط يحدد المشكلة بقدرة حزب الأصلاح على اغراق المدينة بكل السياسات العنيفة ،كما أن القتلة واللصوص حسب تأكيده ، يخدمون مصالح قيادات داخل الحزب نفسه، هي من تصنع هذا التفلت الذي يناسب ابقاء تعز في هذه الوضعية، واذلال الجميع، ويمنع من ضد يقف سياسات ومخططات الحزب، التي تعمق النهب الموارد وتوظيف افرادها وعناصرها في كافة المفاصل العسكرية والأمنية .
يقول محمد " الجميع يدرك في سكان تعز أنهم أمام تهديد سياسي واخلاقي وفكري ،تطور أدوات الجريمة كان بسبب اختراق المؤسسات الامنية والعسكرية والقضائي .
هناك مئات الضحايا وهناك قتلة كثيرون ،لكن السلطات لم تتحرك، وهي من خلال كل هذا التغاضي تقدم نموذج على طبيعة خطر سيطرة الاصلاح ،الذي عزز من سيطرته لمواجهة مطالب الناس ومواجهة أي اصلاحات ،فيما الفساد في تعز اصبح هو من يتحكم بالجريمة والعصابات في تعز ، وهذا ضمن أجندات سياسية وليست منفصلة عنها.