عندما تتبلطج اسرائيل لمجرد امتلاكها طائرات أمريكية

Author Icon مروان الغفوري

يوليو 16, 2025

‏تتبلطج إسرائيل في المنطقة لمجرد أنها تملك طائرات أميركية، وجسر جوي أميريكي أبدي. دولة مراهقة، تكثر الهراء حول حقها في الوجود وتقدم على أفعال تهدد ذلك "الحق". محاطة ببحر معاد من البشر والدولة، وتبدو كمستعمرة أميركية نائية، محاصرة، تضرب ثم تهرب إلى حضن الأب.

باتت تعتمد في بقائها على اعتقادها بأبدية القوة الأميركية. إذا أكد لها التاريخ أن الإمبراطورية الأميركية ليست أبدية، وليست الله، فستجد نفسها في محنة وجودية.

في آخر الأمر فهي لم تعد دولة مستقلة، بل جزيرة تملكها النخبة الإنجيلية الأميركية. يقلّب مثقفون إسرائيليون هذه الورطة الوجودية، ويدركون أن بلادهم كانت في خمسينيات القرن الماضي أكثر استقلالاً منها الآن،ولذا فقد كانت قادرة على الدخول في الحرب والخروج منها إلى السياسة، وكانت حروبها قصيرة المدى. لم يعد الأمر كذلك، فالفئة الحاكمة هي تشكيل توراتي إرهابي، يؤمن بحرب لا قرار لها، ويجر خلفه الإنجيلية الأميركية التي تخشى سخط الله فيما لو تلكأت عن نصرة تل أبيب.

هذه الدوامة، وليس الدولة، تهوي منذ سنين، ولا يعلم أحد أين ستقع ،تذكروا أن نتنياهو ابنٌ لشخصية إسرائيلية متطرفة عرف عنها رفضها لاتفاقات السلام مع مصر والأردن (بحسب تقرير مطول في النيويوركر)، نتنياهو الإبن لا يملك تصوراً عن السلام ولا ندري ما النموذج الذي كان في رأس والده حيال العلاقة مع مصر أو الأردن ،لا يوجد في تل أبيب، حالياً، شريك سلام، ولا في واشنطن. لواشنطن وجه بربري تخفيه بخبرتها، وتظهره وقت الحاجة في سياق معقد من المشروعية الدولية والتحالفات.

إسرائيل وجه خلفي لأميركيا، صورة حيوية ثلاثية البعد. لم يعد ممكناً الفصل بين الدولتين، ولا يمكن لأحد أن يجادل قائلاً إن إسرائيل مصلحة اقتصادية أو أمنية لأميركا. ما المصلحة التي ستقدمها دولة مجهرية لكيان عملاق يملك ٨٠٠ قاعدة عسكرية في العالم، وخاض ٤٠٠ حرباً خارجية منذ استقلاله؟ إ

سرائيل مشروع ديني أميركي ، الإنجيلية المتصهينة، وأغلبها كذلك، ترى في إسرائيل إرادة إلهية. بحث قصير سيمكنكم من قراءة تبريرات دينية على لسان أعضاء مجلس الشبوخ المائة. كلمة سواء: إسرائيل شعب الله وكلمته، ولذا فنحن خلفها. لا يشذ عن هذا الكورال سوى قلة، ربما لأسباب تتعلق باللياقة العامة.

تعمل الصهيونية، بكل دياناتها، على صناعة السياسة والساسة في واشطن، ثم تسوقهم أمامها كالعبيد. الساسة الأميركان ليسو أحراراً فيما يخص الشرق الأوسط، ولا حتى الإعلام، ولا حتى الأكاديميا. كل ذلك مختطف، وهناك مصدر الغرور والبلطجية والجبروت الإسرائيلية.
ولكن أميركا ليست أبدية، لا قوتها ولا حتى سلامها الداخلي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى