اسرائيل مستوطنة يملكها الإنجيليون الأميركان.

Author Icon مروان الغفوري

يوليو 31, 2025

‏لتأكيد الحقيقة الحديثة، وهي إن إسرائيل فقدت استقلالها، وصارت إلى مستوطنة يملكها الإنجيليون الأميركان.

يروي التاريخ عن امبراطور أوروبي، أظنه في القرن الرابع عشر، قوله "علينا أن نحافظ على اليهود، فهم حفريات غالية الثمن، لن يتمكن يسوع من العودة إن اختفوا من الوجود".

ترى الإنجيلية النبوئية في استقرار إسرائيل رسالة الرب الأخيرة، وتشعر به وهو يجهز يسوعه للعودة. لا يتوجب على المرء أن يكون يهودياً حتى يصير صهيونياً، قال جو بايدن. تصهينت الإنجيلية مؤملة أن تغوي الرب فيقوم ويجهز المخلص. تأخر الرب كثيراً، أما الآن فلا عذر له. روي عن ريغان، الرئيس الإنجيلي المهووس، قوله أثناء اجتماع له مع فريقه "لطالما فكرت بالضغط على الزر النووي وإحراق العالم، لعل الله يرى الخراب فيرسل يسوعاً". الآن استوفى العالم شروط الرب، وأي مساس بإسرائيل هو مساس بتلك الشروط. الرب يرجع في كلامه ما إن تتغير الوقائع. في العام ٢٠١٠ قال قرابة ٦٠% من الأميركان الجمهوريين إنهم يعتقدون أن المسيح سيعود إلى أورشليم قبل حلول العام ٢٠٤٠، بحسب بيو سنتر.

سيعود يسوع إذا استقرت دولة لليهود في أورشليم. المساس بها، بتلك الدولة، مساس بخطط الرب. سينزل يسوع، في الرؤيا/ الرؤية الإنجيلية، وسيأمر اليهود بالخضوع له والإيمان به. لم يأخذه اليهود في نزوله الأول على محمل الجد. هذه المرة سيفعلون أو سيضرب أعناقهم، تقول النبوءة. ولأن احتمال أن لا يفعلوا عال، فغالباً ما سيعمل اليسوع على إفناء اليهود، يعتقد الإنجيليون.

في عمله الأخير "عن اليهود وأكاذيبهم" كتب مارتن لوثر - مؤسس الإنجيلية الأول- قبل موته بثلاثة أعوام (١٥٤٣) عملاً كبيراً من ٦٠ ألف كلمة، جمع فيه كل خطايا وشرور العالم ووضعها على ظهور اليهود. يعرف الإنجيليون الأميركان محتوى الكتاب، وكذلك اليهود. لم يكن نصاً انفعاليا، بل خلاصة رؤيته بعد عشرين عاماً من عمله الشهير "اليسوع ولد يهوديا"، وهو عمل بالغ التسامح مع اليهود في سبيل هدايتهم إلى الدين الحق وإلحاقهم بفرقته الناجية. ولمّا لم يفعلوا قال فيهم قوله الطويل ذاك، ليأتي اتباعه فيطورون الرؤية إلى الصهيونية الإنجيلية المحبة لليهود، وهو حب يهدف إلى استدراج الرب فيرسل روحه المحبوبة، يسوع. سيقوم يسوع بالعمل الرهيب تجاه اليهود، كما تخيل وتمنى مارتن لوثر قبل ٥ قرون.

يمثل هذا اللون من العقيدة أعلى درجات معاداة السامية. ومن السخرية التاريخية أن تندفع أميركا الإنجيلية بكل جبروتها لحماية "الحفريات"، على أمل أن يصل المسيح قريباً، وسيهوي عليها بالمعاول والحجارة ويفنيها. وحتى ذلك الحين فهي لن تتسامح مع أي شكل من أشكال معاداة، لا بد ليسوع أن يقوم بالعمل كله، مرة واحدة وإلى الأبد. لا مثال لهذه الوحشية الدينية الأميركية، ولا حتى في عقل الرجل الذي رأى اليهود حفريات.

الحريديم اليهود، العارفون بتفاصيل العهد القديم، يدركون الحكاية، وقد استجابت لهم سلطات تل أبيب مؤخراً ومنعت معسكرات التبشير الإنجيلية - الأميركية- من دخول إسرائيل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى