لا تركنوا فتغرقوا في ركب التخلف
الشعوب التي تغرق في الجهل والمرض، تظل ترفل في المناطقية والعصبية والمذهبية إلى ما لا نهاية، وهي اليوم عوامل أساسية للفناء والهدم والتخلف.
والشعوب التي صحت من الغفلة والمرض والجهل، تقدمت وتعيش حالة استقرار وتعايش وسلام وأمن وأمان.
نخب وشعوب مستمرة في الشعوذة والدجل والكذب والفساد والحسد والكراهية، لا يمكن أن تتقدم ولو خطوة واحدة إلى الأمام، حتى وإن صلَّت وصامت أبد الدهر.
المشكلة هنا ليست في الدين وفروضه وشعائره، وإنما في الإنسان الذي لا يعقل ولا يتفكر ولا يتدبر ولا يتعظ ولا يتعلم، لا يريد أن يصحح أو يصلح، ولا يسمح لغيره أن يفعل ذلك، بدافع الحسد والعصبية، والخوف على المصالح الذاتية والشخصية.
لا يستطيع أي وطن أو دولة أن تنهض إلا باحترام المصلحة العامة وتقديسها، وهي حق الناس في الحرية والكرامة والمواطنة والعدالة، والحصول على الغذاء الكافي، والأمن اللازم، والفرص المتساوية، من أجل استمرار الحياة بدون منغصات.
لأن تضخم المصالح الخاصة والذاتية على حساب المصلحة العامة هو الخراب والدمار بعينه، ولكم أن تشاهدوا وضعنا في اليمن لتعرفوا الحقيقة.
أينما أذهب خارج البلاد أجد الناس عرباً وعجماً يحترمون اليمن وتاريخه، ويحبون له التقدم والنهوض والسلام، لكن اليمنيين لا يحترمون ولا يحبون بعضهم، ولا يقدسون بلدهم إلا من باب المصلحة الشخصية الضيقة. تضخمت ذواتهم ونخر فيهم الحسد، فحولوا كل شيء إلى ركام.
انعدمت الإنسانية، وماتت الرحمة في قلوب الناس، وكأننا نعيش في غابة بلا أنظمة ولا نواميس، ونحن بلد الحكمة والإيمان يا للمفارقة العجيبة، ويا للأسف الكثير.
لا أستطيع القول لكم إلا عودوا إلى الله صدقاً وحقاً، ولا تركنوا وياخذكم الغرور بأنكم بلد الإيمان والحكمة، فتسقطوا في مزالق الشيطان وحبائله، ويكون قولكم من قوله، وعملكم من عمله، والله المستعان.