أجدنا توظيف الأعلام ووجدنا أطراف تدعم
بقول لكم سر ولا حد يدري يا أبناء تعز، حمود المخلافي لا قاوم ولا خاض مواجهات مباشرة، هو مثلي أنا و توكل كرمان و وسيم القرشي، كنا نناولها صور ووقت الله الله نهرب، وغيرنا هم الأبطال الحقيقيون من دفعوا أرواحهم ودماءهم وجرحوا، ومنهم عدنان الحمادي ومؤخراً افتهان المشهري، والله ان بعضهم معاق ما يلقى اولاده مصاريف إلى اليوم ومن قتل أسرته يشحتوا الآن، وأنا وحمود وتوكل نعيش في الخارج مع أسرنا، فقط لأننا أجدنا توظيف الإعلام ووجدنا محاور تدعم أو صدفة الحمام كما حصل معي.
توكل كرمان وحمود المخلافي ووسيم القرشي أبرز دورهم إعلام الإخوان وقناة الجزيرة، وأنا برزت في القاهرة 2011 بسبب صدفة، كان الاستاذ علي الصراري عضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني- في الحمام، عندما رن هاتفه، اتصلوا عليه من قناة العالم الإيرانية يشتوا يشارك، جاوبت التلفون بدله، وقلت للمنسقة "فردوس" حق البرامج انه في الحمام تتصل بعد قليل، سألتني عن الأوضاع في اليمن، شرحت لها شوية، شافت معي لسان يطرق مثل الفاير، قالت ليش ما تطلع معنا أنت، قلت لها ما ينفع أستغل صدفة الحمام هذه ، ضحكت وقالت لي: فيه معنا أكثر من لايف اليوم، ونحتاج أكثر من ضيف، وما ينفع نطلع الأستاذ الصراري في اليوم اكثر من مرة، وانا أصلًا كنت بطلب منه يرشح لنا ضيف، قلت لها تمام لكن سأنتظر لما يخرج الاستاذ من الحمام ليكون على اطلاع ويوافق، الاستاذ علي الصراري بدوره قال لي لا مشكلة هم بيستضيفوا ناس كثير في اليوم الواحد.
المهم طلعت مع القناة، شافوني قارح ولقن، داوموا على استضافني، وبعدها اعتمدوني منسق لهم في القاهرة، وكنت احصل مئة دولار بعد كل ضيف انسق لهم معه، حتى من ظهور علي الصراري نفسه، ومئة على ظهوري، المهم كان يقع زلط حالية في الشهر، تصل احيانًا إلى ثلاثة الف دولار من الاستضافات والتنسيق، وبعد ان عٌرفت في القنوات الإيرانية، توسعت مع قنوات اخرى منها بي بي سي والجزيرة وغيرها، وكلها بدأت من صدفة الحمام، لو ما دخل الاستاذ علي الصراري الحمام ان أنا ذلحين في ذمار عند المراكز الطبية حقي قدنا مفلس أو أجمع الخمس لعند شقيقي محمد والي ذمار.
بالعودة إلى حمود المخلافي، لم يخص معركة واحدة فيها مواجهات مباشرة من مترس لمترس مع الحوثيين، ولم يحرر حتى عشرة متر بعد التحام مباشر معهم، وأتحدى من يثبت عكس ذلك، أبرزه أعلام الإخوان "الإصلاح" وقناة الجزيرة، وكان يصل الدعم المالي لعنده، ومن لحظتها ذاع صيته، مع أن أغلب الدعم كان يذهب في الأخير لاستثمارات في تركيا وغيرها، والجميع يعرف ذلك، ولأن تعز كانت تحتاج لرمز، ساهم كثير من كتاب ونخبة تعز في الترويج له، ولأن حنفية البياس "الزلط" معه وظف كتائب إعلامية كاملة للترويج لصورته وصناعة بطولات وهمية، ولو كان كما صوره الإعلام لقام بتحرير منطقته التي لا تزال إلى اليوم مسيطر عليها من جماعة الحو.ثي.
والحقيقة أن رأس الحربة في مواجهة الحوثيين في تعز، ومن كسر شوكتهم، هم السلفيين ومنهم أبو العباس ومجموعته، صحيح أنهم كانوا متطرفين ،وعندما يسطروا على منطقة يرتكبوا انتهاكات مروعة بحق من يصنّفونه مع الحوثيين، وعلى طول يقولوا عليه قناص ويم تعليقه، وكذلك فعل الإخوان انتهاكات.
أبو العباس والسلفيين والراحل عدنان الحمادي وكثير غيرهم لا أحد يتذكرهم اليوم كانوا الأبطال الحقيقيين في تحرير تعز، وهناك آخرين شاركوا بلا شك، من كل المناطق بما فيها المخلاف وشرعب، لكن العسرين منهم والأبطال قتلوا في المواجهات أو جرحوا، وكثير منهم مرمي ومهمل لليوم، ونسي الناس تضحياته ولم يصله الدعم والتعويض حتى حق العلاج الذي استلمه حمران العيون توكل كرمان وحمود المخلافي، ولم يبرز إلا اللصوص والانتهازيين الذين وظفوا الصورة والإعلام في صالحهم مع أنهم لم يخوضوا أي مواجهات حقيقية.
لا اقول هذا الكلام اليوم، قلته في لقاء تلفزيوني قبل اربع سنوات على قناة ام بي سي في برنامج السطر الأوسط، وهذا مقطع مرفق بمقالتي هذه، ومن أراد فهم ما حدث يمكنه متابعة اربع حلقات وثائقية معي عن تلك المرحلة، وكيف كنا أنا وتوكل ووسيم القرشي نهرب وغيرنا للأسف يدفع الثمن الحقيقي، لكن الظروف والحزبية خدمت توكل وحمود المخلافي ووسيم القرشي، وأنا خدمتني صدفة دخول علي الصراري الحمام أتمنى للجميع صدفة حمام تنقله إلى لندن.