‏من ذاكرة الثورة إلى مسؤولية الحاضر !

Author Icon هاني علي سالم البيض

أكتوبر 14, 2025

في كل ذكرى لأكتوبر المجيد لانعود إلى الماضي لنُقيم في نوستالجيا التاريخ ،بمعنى الحنين إلى الماضي ،بل لنستحضر منه الدروس التي تُضيء الطريق، في عتمة الواقع الافتراضي وتُذكّرنا بأن الثورة ليست حدثًا مضى

فهو مشروع وطني متجدد ومستمر ومسؤولية تتجدد مع كل جيل، تلك الثورة لم تكن حدثًا عابرًا ،بل لحظة وعي وكرامة حين قرر أبناء الجنوب، أن ينتزعوا حريتهم بأيديهم من الاستعمار البريطاني ،ويبنون دولتهم على أساس من العدالة والنظام والكرامة الإنسانية ..

لقد كانت دولة أكتوبر مشروع نهضة حقيقي حررت الأرض، ووحّدت الجنوب وأقامت موسسات جيدة، أعادت للإنسان مكانته، وللمرأة حقها، وللشباب أملهم في التعليم والعمل والمشاركة.

وفي ظلها عرف المواطن معنى الدولة، التي تحمي وتخدم لا التي تُثقل كاهله بالفساد والعبث ،دولة كانت تُبنى بالصدق والتضحية ،وتُدار بروح المسؤولية والعدالة،
ولو كانت هناك الكثير من الاخطا والتجاوزات والتصرفات الفردية ،ولكنها كانت لاجل الشعب وتطلعاته

لكن التجارب لا تُخلّد إلا بالوعي ،فكما صنعت الثورة مجدها بوحدة الصف والإرادة، فقد ضيعتها الخلافات والانقسامات حين غابت الرؤية المشتركة،
في مراحل عديدة من الصراع السياسي للأسف.

واليوم، ونحن في مواجهة تحدياتٍ تعصف بالوطن من كل جانب، فان الوفاء لثورة أكتوبر لا يكون بالاحتفال بها،
بل بإحياء روحها واهدافها.

إنّ الجنوب اليوم بحاجة إلى مشروع وطني جديد ،يستوعب دروس الماضي، ويواجه واقع الحاضر بعقل مفتوح ،لا بشعارات الماضي وازمات الحاضر.

مشروع يُعيد بناء الثقة بين الناس ومؤسساتهم، ويصوغ لإدارة حديثة نزيهة ،ويؤسس لشراكة عادلة بين الشمال والجنوب ومع الإقليم والعالم ،على قاعدة المصالح المشتركة واحترام إرادة الشعوب في التنمية والازدهار والاستقرار.

زر الذهاب إلى الأعلى