الهولوكوستو معاداة السامية المستوردة

Author Icon مروان الغفوري

نوفمبر 4, 2025

‏نشرت صحيفة بيلد الألمانية خبراً يقول إن الذكاء الاصطناعي تعرف على ٥ ملايين اسم من ضحايا الهولو..كوست، وأن العدد مرشح للزيادة،انهالت التعليقات الألمانية على الصحيفة والصحافة مطالبة بوضع حد للحديث عن المسألة، بل مغادرتها.

بينما يتحدث ميرتس خلف كل ميكرفون عن "معاداة السامية المستوردة، تقول الوقائع أن الرجل يريد أن يصرف الأنظار عن الحقيقة. قبل عامين قال حوالي ٧٠% من الألمان إن إسراائيل "لا تمت لهم بصلة".

تقرير صحيفة بيلد، التي تتمتع بأكبر جمهور شعبوي في أوروبا وبمعدل توزيع ٣ ملايين نسخة في اليوم، حصد نتائج معاكسة. في المجمل فقد بات الانطباع العام في السوشال ميديا الألماني أن الساسة في برلين يخضعون لعملية ابتزاز بخصوص الماضي،وهو مزاج يمثل امتداداً لنظيره في أميركا، حيث يحصد سؤال من يحكم أميركا اهتماماً متزايداً.

مؤخراً قالت مجموعة بحثية أن أكثر من ٧٠% من تعليقات الألمان على التيليغرام تشكك في الهولو..كوست، أو تنكره.

ثمّة موضوع ألماني بقي لسبعة عقود طي الكتمان، ألا وهو ضحايا "معتقلات الراين فيزن"، يلاحظ المرء حضوره في تعليقات القراء على أي خبر حول الهولو..كوست، بما في ذلك تقرير صحيفة بيلد.

تقول البيانات التاريخية أن أميركا بنت معتقلات في الهواء الطلق في منطقة الراين فيزن لحوالي ٢ مليون جندي ألماني،البيانات الرسمية الألمانية تتحدث عن ١٠ آلاف شاب قضوا نحبهم في تلك المعتقلات بسبب الجوع، البرد، العنف، المرض، إلخ. غير أن الخطاب الشعبي بات يرفع الرقم إلى "مئات الآلاف" في مزاد مقصود ضد الهولو..كوست.

يدرك ميرتس مزاج شعبه، ويستخدم مسألة الهجرة لإخفاء الحقيقة المحرجة، ففي مؤتمر صحفي في تل أبيب سُئلت وزيرة داخلية شولتز، السيدة نانسي فيزر، عن المسوح الميدانية التي تقول إن أقل من ٤٠% من الشعب الألماني ترى أن على بلادها مسؤولية تجاه إسرائيل، فاجأها السؤال بينما كانت تتحدث عن وقوف ألمانيا - بلا قيد ولا شرط- إلى جانب إسرائيل.

ارتبكت فايزر وغضبت، ثم وعدت البلد المضيف بتكريس المزيد من المواد التعليمية والإرشادية في المدارس، حتى تتحسن النسبة!

على كل حال، التعليقات على خبر صحيفة بيلد حقيقي مثيرة، وهي بشكل عام دليل على أن إسرائيل فقدت الكثير من قوتها الناعمة، وأنها بالإبادة التي أقدمت عليها في غزة قد قوضت نفسها وهولوكوستها قبل أي شيء آخر ..

 

زر الذهاب إلى الأعلى