عودة الإمامية وخطر الحوثيين على مستقبل اليمن وبناء الدولة ومؤسساتها
التقارير
أدى الانقلاب الحوثي على إرادة اليمنيين لتشكل حالة الحرب والانقسام الحاد، الذي تسبب بإنهيار منظومة الدولة ،إلى جانب الدور السيئ الذي لعبته المليشيات الحوثية في اغراق اليمنيين بالصراعات والمجاعات والاعتقالات ، ضمن سياسات التفكك السياسي والاجتماعي والجغرافي .
اعادة اليمنيين لبيت الطاعة الامامي
لم يلعب طرف في تدمير اليمن وخلق هذه الفوضى والمجاعة والقتل، كالذي تفعله المليشيات الحوثية، فقد شكلت العديد من السياسات التي كان جوهرها الاستحواذ على امكانيات اليمنيين واستغلال اموالهم، إلى جانب أن هذه المليشيات شرعت الحروب والصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية، بدأ من الغارات والتدخل الذي قامت به السعودية والامارات، والذي أستهداف البنية التحتية والمصانع والطرقات وابراج الكهرباء والاتصالات ثم التدخل والغارات الامريكية والاسرائيلية التي استهدفت الموانئ والمصانع والطرقات وابراج الاتصالات .
يصف مروان عبد الحكيمي سياسي يمني" لموقع اليمني الجديد "انقلاب مليشيات الحوثي بأنه شكل مرحلة سيئة ،حيث فقدت اليمن سيادتها وأصبح الملف اليمني ملف يخضع لتدخلات اقليمية ايرانية وخليجية إلى جانب الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في ابقاء الوضع دون أي ترتيبات وحلول .
وقال مروان " الحرب الجارية هي حرب تأسست على مشروع ضرب كل واقع اليمنيين السياسي والاقتصادي والعسكري، هذا مخطط تأسس قبل عقود ،ولكن لم يكن هناك أي فرصة لتحقيق التدخل واستلاب القرار اليمني، بالشكل والطريقة التي تحدث الآن ، حيث أن المخطط الذي أتى في العقد الماضي "اي الربيع العربي "كان محدد في تدمير بنية الدولة والمجتمع ،وكذلك فتح واقع الدول للتأثير والتدخلات الاقليمية، وتحول الصراع ضمن الاجندات المذهبية والدور الذي سمح بإفقاد الدول لمركزيتها ومؤسساتها .
وأضاف أن مليشيات الحوثي كان وجودها مؤشر للتدخل الخارجي، فهي جماعة عنف وارهاب ،وهي طوال صراعها مع الجيش اليمني لم تكن تحمل أي قضية، بقدر ما كانت تعمل على تشكيل الامامية والسلالية، وكذلك اعادة نظام الامامة السياسي الذي يفرض واقع من التدمير والقتل، وافراغ القانون والمؤسسات من اهدافه ووظيفته القائمة على واقع القانون والعدالة .
وحسب ما يراه مروان فإن نظام صالح عمل على خدمة المشروع الحوثي، سواء أثناء المواجهات العسكرية حيث لم يكن جاد في انهاء هذا المشروع، كما أن عقلية نظام صالح لم يكن يعمل على تدمير بنية المنظومة الامامية المخترقة للحيش والمؤسسات وكان يوقف الحرب بمجرد أن تتعرض المليشيات الحوثية للهزائم ويتيح لها الوقت لاعادة تنظيم صفوفها .
تشكل المشروع الامامي للانقلاب على الجمهورية .
في الثمانينات اتيح للهاشميين في اليمن "الامميين "فرصة في رسم استراتيجية "استعادة الامامة والانقلاب على الجمهورية" ذهب الكثير من اتباع الامامية إلى ايران ،ووضعوا العديد من المراحل التي يمكن أن يعودوا لفرض نهجهم السياسي ،فهم لم يعترفوا يالجمهورية .
لكن في الوقت نفسه أتاح لهم نظام صالح قدرا من المرونة والحركة ،فالذين ذهبوا إلى ايران ليشكوا النواة الاولى في تشكيل المشروع الديني والسياسي وجدوا أيضا حرية في تحركاتهم رغم أن اليمن وقتها كانت تدعم العراق في حربه مع ايران كما أن نظام صالح في تلك الفترة صعد من حملات الاعتقالات والانتهاكات والاغتيالات للقيادات الاشتراكية والقومية .
في الثمانينات ذهب العشرات من الذين يرتبطون بالواقع السياسي لاعادة الامامية إلى إيران ،ومع أن المناصب والاختراقات التي خطط لها الهاشميين في البداية كانت بدأت في التشكل فإن النظام السياسي وقتها لم يكن يحاول فهم أسباب اختيار القريبين والموالين في المشروع الامامي الاتجاه إلى ايران وماهي مؤشرات مثل هذا المخطط .
الدكتور وجدي عبد الرحمن " سياسي يمني"يرى أن اتباع مشروع الامامة اختاروا مشروع متشدد اتجاه تعظيم ال البيت ،وهذا كان من خلال بوابة ايران التي أرادت أن تتحرك، في سياق تنفيذ مشروعها الخاص من خلال اللعب على الوتر المذهبي .
وقال وجدي عبد الرحمن لليمني الجديد " نظام صالح مان نظام صوري، يعني ليس لدية غاية وطنية وليس لديه استراتيجية ،لمواجهة المشاريع المذهبية أو مشاريع الفوضى لذا تعامل مع مشروع الامامة كمشروع يمكن أن يستفيد هو منه مما يتيح له مجال للتلاعب والمرواغة"
وأضاف أن نظام صالح عزز من كل الجماعات التي تحولت في النهاية لتسعيد مشاريع تقليدية فيما كان المشروع الاممي الذي لم يعمل صالح على استئصاله ليصبح مشروع مخترق لكل أجهزة الدولة في الجوانب العسكرية والاستخباراتية والأمنية.
وقال وجدي " صالح لم يكن رئيس له فكر واستراتيجية أبعد، كانت فكرة صالح العامة هو مواجهة المشاريع الوطنية والوحدوية، لتشكيل مشروع تقليدي مشائخي لا يكون مرتبط بالتنمية والسيادة وتطوير التعليم لذا كان عودة النظام الامامي في النهاية ان صالح عاد إلى تأييد ودعم هذا المنظومة واتاح المجال لها للسيطرة على امكانيات الجيش والدولة.