عندما ترفض مجموعة هائل سعيد في بيانها إجراءات الدولة

Author Icon ماجد الداعري

أغسطس 3, 2025

زعمت مجموعة هائل سعيد، أنها تعمل حالياً على مراجعة أسعار منتجاتها ،تماشيا مع المطالبات الشعبية المتزايدة لها.

لكنها نسيت أو تغافلت على أنها سبق وأن رفضت في مطلع بيانها المتخبط ذاته، لإجراءات الدولة المعترف بها دوليا، لتحديد قيمة الأسعار بعد التحسن الملموس لقيمة العملة الوطنية.

بل وحذرت من "انهيارات مالية واسعة" نتيجة تلك الاجراءات الحكومية لتحديد أسعار المواد، وفق نسبة تحسن قيمة العملة المحلية أمام الريال السعودي والدولار ؛ووصفتها بإجراءات "غير مدرسة" ولا منسفة معها وكبار التجار والمستوردين بوصفهم الجهات المعنية بتحديد قيمة الأسعار وليس الدولة ووزارة الصناعة والتجارة بالتفاهم مع قيادة الغرف التجارية..!

أي أن الدولة - في نظرها ومن كتب بيانها المستفز للجميع - قد غلطت في تجرؤها على تحديد قيمة أسعار للمواد، من دون استئذان منها وطلب موافقتها المسبقة عليها، باعتبارها المعنى بالأمر، وليس خصما تجاريا ملزما بتنفيذ نظام وقوانين وإجراءات الدولة..

فهل وجدتم مجموعة تجارية في العالم، تمارس على الحكومة الشرعية للبلد، مثل هذه البلطجة الابتزازية الصريحة، وتسعى لفرض املاءاتها عليها وبهذه اللغة الاستعلائية البجحة، وتلك التوصيفات التقزيمية الوقحة، والطريقة التنكرية الصادمة لكل فضائل الدولة عليها، وماقدمته لهآ على مر العقود والسنوات الماضية من مزايا استثمارية هائلة ومصالح تجارية استثنائية ،واعتمادات مصرفية حصرية بقرابة نصف الودائع والمنح الخارجية، التي حصلت عليها الدولة خلال السنوات الأخيرة..

بل ومنحتها من الفرص التجارية الاحتكارية للسوق الوطنية، مالم تحلم بها في تاريخها، أو يسبق لأي دولة في العالم أن قدمتها لأي مجموعه تجارية، رغم أنها تدفع عشرات المليارات من الدولارات سنويا كتأمين لمصانعها وجمارك وضرائب وزكوات وجبايات لمليشيات انقلابية متمردة ومصنفة كمنظمة إرهابية ولدعم مجهودها الحربي في محاربة هذه الدولة التي تتشرط عليها وتتنمر عليها، وتفرد جناح التحدي لها ولإجراءاتها الاقتصادية وتوجهاتها الوطنية، لانقاذ قيمة عملتها المحلية وقوت شعبها المنكوب بالمجاعة وكل الأزمات والمعاناة.

بينما تستقبل كل خطوات وقرارات وإجراءات المليشيات الانقلابية المارقة، بكل قبول واحترام وسمع وطاعة دون أي اعتراض أو أدنى امتعاض.
وفعلا الصميل خرج من الجنة، كما كانت جدتي البكرية العزيزة "آمنة" رحمة الله تغشاها، تخبرني دوما في تعليقها على أي حادثة تنتصر فيها القوة على حكمة العقل والمنطق ..

 

زر الذهاب إلى الأعلى