هل تظنون أني مرتاح لما يجري¡
هل تظنون أني مرتاح لما يجري ؟
وهل تتوقعون أني فارح بكل هذا اللغط الحاصل ؟
أنا أخوض هذه المعركة ،وأنا أتألم من داخلي، ألم لا يشعر به أحد سواي ولا يعلم بحجمه الا الله .
لا اخفيكم أنا شخص مسكين، وشخص تاعب جداً ،نعم تاعب وتاعب جدا ،لكن ذلك التعب لن يجعلني أستسلم أو انحني لأي قوة مهما كان جبروتها، لأن المسألة متعلقة بالكرامة .
أنا مع من ينتقدني لأجل مأرب وأدعمه وبقوة ،والأصل أن لا تظهر مارب بهذا المظهر لأنها بيتنا الجمهوري الأخير ، لكني اقول لاخواني اعذروني ، اعذروني فوالله أن الأمر ليس برضى مني او اختيار .
انا مجبر على كل هذا هل تعلمون لماذا ؟ لأني كضمت غيضي كثير تنازلت كثير ،تعاملت مع كثير من القضايا كثير ، القيادة تعرف حقيقة كلامي هذا ، ما الذي تمت مكافأتي به من قبل اصحابنا ؟
أعتبروا اخلاصي سذاجة وجرأتي وشجاعتي تهور ،واستهانوا بي واحتجزوا حقوقي وحاصروني، ومارسوا بحقي التجويع والتشويه المتعمد والملاحقة .
لماذا ؟
لأني كنت صادق وأتعب كثيرا لأجل ما أنا مقتنع به،
المهم لم يكتفوا بهذا بل قاموا بملاحقتي وسجني أكثر من مرة ،وفي اخر مرة اختطفوني من الطريق واعتقلوني في الأمن السياسي ، استقبلوني بحفلة تعذيب عذبوني فيها عذاب شديد .
كانوا محلقين علي وأنا وسطهم والكيبل يضرب في ظهري بشرسة وعنف ، كنت أصيح انتم تعرفوني جيدا وتعرفوا عني جيدا ، ولكن صراخي ألمي الذي كنت أبديه لم تتحرك له ضمائرهم .
كان احمد حنشل يعذبني بنفسه ويصيح أنا بتحمل المسئولية ويشد بالكيبل على ظهري بحقد دفين، ويسألني من هي خلايا التصفيات في مارب ، ويحلف بالله أنه بيصفيني .
ظهري أنحنى من شدة التعذيب مؤخرتي وأفخاذي تورمت من شدة التعذيب، الذي تركز عليها كي لا أتمكن من اظهارها عند الشكوى لمن يزورني أو يسألني بعد خروجي، وهذا أسلوبهم يعذبوك في الأماكن الخاصة حتى تتحرج عن كشفها عند الشكوى.
مكثت أكثر من نصف شهر لا أستطيع النوم على ظهري واقسم بأن هذا الذي حدث، مارسوا ابتزازي بحياتي الخاصة وابتزازي وبزوجتي، في ليلة من الليالي احمد حنشل مع المختصين يطلعني من السجن الانفرادي إلى مكتبه وقد جهز من يقلد صوت زوجتي ،ويقول لي وانا معصوب العينين قد جبنا زوجتك وهي الان تبكي في المكتب الذي جنبي تحت التحقيق وأسمع صوت زوجتي وهي تدافع عن نفسها بصوت شاحب وبكاء متهالك، والمحقق يسألها بكثافة ويهددها ، كنت حينها أتمنى لو أن الأرض ابتلعتني بل لو أني لم أولد من الاساس وأمسك أعصابي ونفسي من قول اي قول، لأني اعلم بأني لو قلت قولا ستنهال علي الكيابل ، وبعد صمت طويل قلت لاحمد حنشل يا فندم وصلتم الى النساء، زوجتي تعتبر بنتك يا فندم هذا لا يصلح قد أنا عندكم افعلو ما شئتم بي ويكفي ، ليفاجئني بصياحه اين مختص الاتصالات جيب الجوال يكلم زوجته ،توقف النشر وفعلا جاء مختص الاتصالات واتصل بزوجتي وكلمتها وطلبت منها ان لا تنشر عن قضيتي وكان ذلك مني تحت الاكراه والتهديد .
المهم أنا موجوع يا اخوة سجنت بسجن انفرادي لمدة عشرة أشهر وعشرة، أيام تعرضت فيها لأشد الوان التعذيب الجسدي والنفسي والمعنوي.
كان أخر ذلك اخر يوم من شعبان عندما طلعني المختص الى المحكمة العسكرية ،وأنا مقيد اليدين واستمر في هزورتي والصراخ بوجهي وتهديدي وسبي وشتمي منذ ان خرجنا من السجن ،إلى ان وصلنا المحكمة العسكرية ، لماذا كل هذا ؟ لست أدري لاني والله لم أفرط بمارب ولا من في مارب مثقال ذرة ،رغم انه كان بامكاني ان أتاجر وأعبث وأصلح وضعي ويتمم لي الجميع ، لكني أبيت إلا ان أبقى متمسك بالوفاء للأبطال والمخلصين ولو كلفني ذلك حياتي .
في لحظة أخرى يوم من شعبان تم نقلي الى السجن المركزي ، هنا شعرت وكأني قد أفرج عني وأنتقلت من جحيم الى جنة، وللأمانة استقبلني مدير السجن العقيد الركن حسين بن علي الدباء استقبال مدير طافح بالانسانية والاخلاق الحسنة ، وقال لي بالحرف الواحد أنا سأتعامل معك وفق القانون بيني وبينك قانون تنظيم السجون ولائحته التنفيذية ، وشهادة لله وجدته يتعامل مع جميع المساجين حسب ما هو في القانون وكان يؤكد هذه مصلحة تأهيل ،والاصل ان السجين عندنا يتغير سلوكه ، المهم مكثت قرابة ستة أشهر في السجن المركزي وأحسست أني في مؤسسة دولة حقيقية وهذه شهادة للتاريخ، أستمتعت ببقائي في السجن المركزي لأني كنت اشاهد مواد قانون تنظيم السجون تطبق على الجميع ،بخلاف سجن الامن السياسي الذي جوب لي احمد حنشل بقوله عندنا ما فيش قانون .
المهم يا أخواني أُوجعت تم ايذائي في كرامتي في عرضي، كان احمد حنشل يقول أنت بتشوف نفسك كبير وانت صغير وبا ندعسك لما تعرف حجمك ،أنت تطاولت على الكبار وبخليك تشوف النجوم في عز الظهر ، وجع في الكرامة والعرض لن يبرد هذا الوجع إلا موت في سبيلها .
تخيلوا بعد هذا كله خرجت من السجن لأصل الى بيت مكتض بالذكريات المؤلمة والشكاوى المبكية ، سمعت للأولاد و لزوجتي وسمعت أشياء تجعل الانسان يخرج ينتحر .
شاهدت رسائل لاحمد حنشل وهو يهدد زوجتي بنفسه ، فتحت حساب زوجتي فقراءت ما ينشر في الفيس ووجدت أخواني الذين ضحيت بكل شيئ من أجل الدفاع عنهم يسخرون من زوجتي ،يتشفون بحالها ووضعها ويرسلون لها رسائل فيها من الاستفزاز والاحتقار ما الله به عليم .
خلاص لما رأيت كل الذي رأيته لم أستطع تذوق فرحة خروجي من السجن، كنت اجلس جنب اولادي بجسدي أما عقلي وروحي فهما يسبحان في عالم من الحسرة الرمادية ،التي تعانقها رغبة انتقام وانتصار للكرامة والعرض.
بيدي الكثير وبامكاني احداث وجع لاغلب بيوت من آذوني ومارسوا بحقي التحريض والتشويه، لكني ممسك بنفسي ، المهم عملت بث قلت أوضح فيه جزء من الحقيقة فانهالت التهديدات التي لم أتوقعها مما أوجعني أكثر، وجعلني أوقن بأن المسألة أصبحت مسألة كرامة ، اقسم اني ما يوم تغطرست على أحد ولا فكرت بهتك كرامة او عرض أحد، كنت ولا زلت اقدس هذه الأمور واعتبر المساس بها خسة ونذالة من قبل المعتدي، أحسست أن أخواني ليسوا اخواني، وان تغنيهم بالقيم كان عبارة عن موسيقى الهاء لنا لتمرير خيانة مبيتة من قبلهم .
صحيح أنا لي اخطاء ولست معصوم، صحيح أني وقفت مواقف لم أكن موفق فيها ،وأنا بشر لكن أن تهان كرامتي ليس لاجل الاخطاء ،وأنما لارضاء اشخاص تخاصمت معهم في أمور انا صاحب حق فيها، هذا أوجعني ووجعي كبير .
انا حزين لما جرى ويجري الان ولست فرحان بالذي يحدث ولا حتى راض به ،لكن ذلك كان ضروريا ليعلم التافهين أن كرامات الناس غالية وان ثمن المساس بها سيكون باهض ،وان الاستهانة بالاخرين حمق وضعف في التقدير ،هذه نكزة وأريد التوقف وأرجو أن لا يتم استفزازي من قبل التافهين ،لأني لن أصبر ولن أتحكم بردة فعلي، لأن الوجع كبير ، سأتوقف واتمنى انصاف تاجر العسل لأنه مظلوم مظلوم مظلوم وانصافه وفقا للقانون .
كما اتمنى من اخواني الصادقين المسامحة ،أما الخصوم التافهين واللصوص، فلا تسامح بيني وبينهم الى ان أموت .