يوميات من الذاكرة ..
زعلانٌ جدًا من نفسي، وعلى وقتي المُهدر عبثًا في قراءة صفحاتٍ نظريةٍ سَطَّرها المفكرُ الداهيةُ إبراهيم الوزير في جريدته الأسبوعية "الشورى" لسانِ حال اتحاد القوى الشعبية.
في المنتهى، غاب إبراهيم، وانضم حزبه وجريدته إلى جماعته الهاشمية، فلا إبراهيم بقي إبراهيم، ولا رأينا من الدولة المدنية والشورى والمساواة غيرَ وجهِ الشؤم "حفيد رسول الله" زورًا وكذبًا..
ما أسهلَ للواحد أن ينظرَ ويكتبَ وينقدَ ويسخطَ ويعارضَ، وما أصعبَ على الإنسان إثباتَ أنه سندٌ للحق، وداعمٌ للعدل والمساواة. فعندما تكونُ لديه سلطةٌ، يصيرُ شخصًا لا يفقهُ غيرَ لغة العبث والجبروت..
وزعلانٌ جدًا أنني صَدَّقتُ عبدالكريم الخيواني (اغتيلَ بعد تلاوته الإعلان الدستوري) متحدثًا عن جمهورية الوزير العادلة، وعن دولة المواطنة المتساوية، رافضًا التوريثَ، داعيًا للتغيير السلمي الديمقراطي.
لكن الأيامَ كفيلةٌ بكشف المستور، وما أخفاه زمنًا تجلَّى باديًا للعيان. فخيواني الصحيفةِ لا يشبهُ خيواني مؤتمرِ الحوار: سلاليٌّ بغيضٌ، مؤيدٌ بوقاحةٍ لانقلاب عترته على جمهورية اليمنيين!
تضامن العالمُ معه كـ"سجين رأي" معارضٍ للتوريث، وإذا به صوتًا صادحًا بالبيان المشؤوم يوم ٢١ سبتمبر، مُعلنًا الإقامةَ الجبريةَ على الرئاسة والحكومة، ومتحالفًا مع سجَّانه لأجل توريث العترة الشريفة...
ورغم انحياز الوزير وحزبه وجريدته إلى العترة المُطهَّرة، لا بدَّ من القول إن مقرَّ الاتحاد في الضالع كان شعلةً من النشاط والحيوية، ظلَّ لسنواتٍ مفتوحًا للجميع، حتى حينَ أُوصِدَت الأبوابُ.
نعم، لا بدَّ من إنصاف الصديق علي شائف أبو ماجد ، وزميله عبدالله السلال . اسمان بارزان أعطيا للمعارضة نكهةً وقيمةً وحضورًا.
عندما انضمَّ قادةُ الحزب إلى زمرة الملتحقين بسيدي عبدالملك، أسوةً بحزب الحق وصحيفته الناطقة باسم الثأر لكربلاء، لم يتأخَّر أبو ماجد - كرئيسٍ لأعلى هيئةٍ تنظيميةٍ "مجلس الشورى" - عن إعلان تبرئته هو ورفاقه من خيانة القادة السلاليِّين..