المطرفية وحزب المؤتمر. عندما يعيد التاريخ نفسه في اليمن

Author Icon مصطفى محمود

أغسطس 21, 2025

في اليمن، يبدو أن التاريخ لا يكتفي بالتكرار، بل يعيد إنتاج نفسه بأدوات جديدة ،من زمن المطرفية في القرن السابع الهجري، إلى حزب المؤتمر الشعبي العام في القرن الحادي والعشرين، تتكرر حلقات الاقصاء والإبادة، وكأن السلطة السلاليه لا تعرف طريقًا آخر لترسيخ وجودها سوى محو اليمني المختلف.

كانت المطرفية جماعة داخل الزيدية، لكنها خرجت عن طاعه الهاشميه الاماميه المألوفه اي انها ،رفضت فكرة أن الإمامة حكر على "البطنين"، وقالت ببساطة: "الإمامة لمن يستحقها، من اي مسلم كان، ما دام عالمًا مجتهدًا". هذا الطرح لم يعجب السفاح عبد الله بن حمزة، فاعتبرهم خطرًا وجوديًا، وشن عليهم حربً إبادة تدريجيه انتهت بإجتثاثهم في مجازر دمويه ، وحرق كتبهم، وتشويه تراثهم. لم تكن مجرد معركة سياسية، بل كانت ابادة سياسيه وفكريه ودينيه واجثاث بشري بالكامل.

بعد قرون، وفي مشهد لا يخلو من التشابه، وجد حزب المؤتمر الشعبي العام نفسه في مرمى نيران الحوثيين، منذ مقتل رئيسه السابق علي عبدالله صالح عام 2017، بدأ الحزب ابادة تدريجية من حيث تفكيكه ومصادرة امواله،واستثماراته واغلاق مقراته،والدفع بقيادات هاسميه داخل الحزب للسيطره على مفاصله ، وتقتل وتنكل وتعتقل كوادره. بل حاولت أن تمحو هويته، ليصبح مجرد تابع بلا روح ولا تاريخ.

انا كباحث سياسي لم اجد توصيف لما يحدث شي اخر
غير إنه "إبادة سياسية صامتة"— قليلة الدماء، مقارنه بالمطرفيه لكن النتيجة واحدة: اختفاء الخصم.

  1. التشابهات لافتة بين الماضي والحاضر، برغم أن الزمن تغيّر، إلا أن الأسلوب بقي كما هو:
    كلا الحالتين تسعيان لإلغاء المختلف تمامًا، سواء كان تيارًا فكريًا أو حزبًا سياسيًا.
    2- ابن حمزة استخدم السيف، وعبدالملك الحوثي يستخدم الاعتقالات، الإعلام، والإذلال.
    3- النتيجة؟ فراغ. المطرفية خلّفت فراغًا فكريًا، والمؤتمر مهدد بفراغ سياسي.

وهنا يبز السؤال.. هل تنجح الإبادة فعلًا؟....
التاريخ يقول لا. فدماء المطرفية ظل وولسوف يستمر لعنه سرمديه يلاحق الأئمة ووصمة أخلاقية. وحزب المؤتمر، رغم ما يمر به، سيبقى شاهدًا على جرائم الهاشمسين فشل مشروعهم في بناء شرعية حقيقية. لأن الشرعية لا تُبنى على أنقاض الآخرين.

الواقع الآن: يشهد ان الإبادة مستمرة حتى اللحظة، فكما تناقلة وسائل الاعلام لا تزال جماعة الحوثي تحاصر منزل رئيس المؤتمر الحالي، الشيخ صادق أمين أبو راس، في صنعاء. وكأنهم يقولون: "نحن مستمرون". لكن هذه الاستمرارية لا تعني النجاح، بل تعني أن التاريخ يعيد نفسه، وربما بنفس النهايات.

الخلاصه.
عبد الله بن حمزة نجح في محو المطرفية، لكن عبدالملك الحوثي لن ينجح بنفس الطريقة مع المؤتمر. لأن الزمن تغيّر، والناس تغيّروا، والذاكرة اليمنية أصبحت أكثر صلابة.

محاولة تحويل المؤتمر إلى "مطرفية العصر" لن تمر بسهولة، بل ستتحول إلى وبال وجودي على الهاشميين، ودليل قطعي على هشاشة المشروع الحوثي، وزيف شرعيته.

زر الذهاب إلى الأعلى