عيدروس... تذكَّر من أين بدأت!!

Author Icon كامل محمد علي

سبتمبر 25, 2025

الأخ نائب المجلس الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، العتب عليك أكبر من غيرك. فكيف سمحت لنفسك – وأنت أحد خريجي الكليات العسكرية بعدن – أن تدير ظهرك لأبناء هذه المؤسسة العسكرية التي أخرجت الأبطال وصنعت الرجال؟

كيف قبلت أن يُكرَّم خريجو كلية زايد العسكرية في احتفالات رسمية وصور لامعة، بينما يقبع خريجو الكلية الحربية في عدن في زاوية النسيان، وكأنهم أبناء الهامش لا أبناء الوطن؟
هؤلاء الذين تهمشونهم اليوم ليسوا غرباء عنكم ولا خصومًا لكم؛ إنهم ضباط الجيش الجنوبي، السند الحقيقي لكم والداعم الأول لبناء الدولة. وتحت أي مسمى - التحرير، الأمن، البناء - فكيف يكون جزاؤهم الصمت المخزي والتجاهل الفاضح؟

أي منطق هذا الذي يجعل من تكريم ثلاث دفعات فقط – نعم ثلاث! – أمرًا مستحيلًا على مجلس رئاسي كامل؟
أيعجز المجلس الرئاسي بأعضائه وموارده عن تقسيم المهمة: دفعة لوزارة الدفاع، دفعة للمجلس الانتقالي، دفعة للعمالقة؟ وهكذا الئ نهاية اعضائه!! أم أن المشكلة في الإرادة، لا في الإمكانات؟

الدفعة الثالثة (الجامعيين) يتم تهميشها ونسيانها علانيةً أسوة بالدفعتين السابقتين، برغم أن تخرجها كان قبل تخرج دفعة كلية زايد.
وتزيد المأساة أن الجميع يحمل نفس التسمية، وربما ينتمون لذات الوحدات؛ فما هذا الإقصاء إن لم يكن في حد ذاته تهميشًا وإقصاءً واستحواذًا؟ ألم تُصدعوا رؤوسنا بهذه الكلمات ردحًا من الزمن، ثم إنكم الآن تمارسونها وبعنصرية فظة؟!

يا عيدروس، من ينشد وطنًا وجيشًا وتنميةً يبدأ من وطنه وأهله قبل أن يتباهى بما يملكه الآخرون. ومن يريد أن يبني ويؤسس لمؤسسة عسكرية وطنية تحمي السيادة والدولة والشعب، لا يقتل روحها بالتمييز والتهميش.

كان الأولى بك، ومن باب الوفاء –أقل القليل– أن تجمع خريجي الكلية الحربية في صلاح الدين ولو بلقاء رمزي أو حتى كلمة تقدير.
لا نريد قصورًا ولا ميداليات ذهبية ولا مسدسات ولا حتى خبرًا مصورًا في قناة عدن المستقلة؛ فقط إنصافٌ يساوي بين المنتسبين لمؤسسة واحدة، على اعتبار أننا أيضًا ضباط تخرجوا من كلية وطنية يفخر بها كل وطني وعسكري.

يا قادة اليوم، التاريخ لا يرحم، والأجيال لن تغفر لكل من ينسى جذوره ويتنكر لرفاقه. اليوم تُهملون خريجي الكلية الحربية في عدن، وغدًا ستكتشفون أنكم خسرتم أصدق الجنود وأخلص الرجال.
هؤلاء الذين كابدوا المشقات في ميادين التدريب، والذين بذلوا دماءهم على الحدود، لم ينتظروا منكم إلا كلمة وفاء... فجعلتم الصمت لغتكم الوحيدة.

أتعلم ما هو أقسى من الحرب؟
أن يقف الضابط الذي آمن بك، وقاتل تحت قيادتك، ليشاهد زميله من خريجي كلية زايد يُكرَّم أمام الكاميرات بينما يُطوى اسمه في أدراج النسيان.
إنها خيانة معنوية لا تقل قسوة عن خيانة الأرض. ثم تتحدثون عن بناء جيش وطني! أي جيش تريدون بناءه وأنتم تعمدون إلى إحباط نخبة ضباطه؟ .

أي وطن ترجونه وأنتم تكسرون معنويات من يفترض أنهم درعه وحماة استقراره ومكاسبه؟ إن من يزرع التفرقة لا يحصد إلا ضعفًا وهشاشة، ومن يستهين برجاله يفتح بابًا للخيبة قبل أن يفتح باب النصر.

إن الكلية الحربية في عدن ليست مجرد دفعاتٍ من الخريجين؛ إنها رمزٌ للكرامة العسكرية الجنوبية،
وإهمالها اليوم جريمة في حق الغد، بل وصمة عار ستبقى ملتصقة بكل من صمت أو تجاهل أو تواطأ.

ختامًا:
إذا كان الوفاء عسيرًا عليكم، فتذكروا أن الزمن لا يرحم المتخاذلين. اليوم بين أيديكم فرصة لتصحيح الخطأ، وذلك بمساواة الضباط الخريجين من الكلية الحربية في صلاح الدين بنظرائهم الخريجين من كليات ومعاهد الدول الشقيقة أو الصديقة.
لا يجوز التفرقة بين خريج وآخر، بين ضابط وآخر. إذا كان ولا بد من تكريم، فينبغي أن يُكرَّم المتفوقون في دراستهم.
وإذا كان هناك من يقدر المسؤولية، فإن الأولى بأي تكريم هم خريجو كلية صلاح الدين الذين اجتهدوا وتحملوا عناء النظام العسكري الصارم بدون مرتبات ولا حوافز، وذاقوا مرارة التدريبات الشاقة في ظل افتقار الكلية لأبسط الأساسيات من سكن وغذاء وخدمات ضرورية.

التاريخ – إن كُتب بحياد – لا يمحو ولا يجمِّل. فإما أن تختاروا أن تكونوا قادة يُذكرون بالعدل والوفاء، وإما أن تكونوا مجرد أسماء تُكتب في قائمة الهامش غير المشرفة أبدًا..

 

زر الذهاب إلى الأعلى