ثمانية .. مسرحية السلطة وأوهام الهيمنة !
حملة عرش الرحمن ثمانية... وفي هذه البلاد ثمانية رؤساء، ثمانية زبانية، ثمانية أعضاء، ثمانية نواب .
ثمانيةٌ أضاعوا بلدًا كان حتى وقتٍ قريبٍ هامشًا ضمن دول المعمورة، كان اسمًا مكتوبًا في سجلات هيئات الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف، كان حاضرا شرفيًا في اجتماعات الدول الثمانية .
ثمانية رؤساء اعتلوا عرش السلطة في أمسية رمضانية صُفِّدَت فيها شياطين الجن، وجيء بشياطين الإنس كشهودٍ ورعاة لمشهد سريالي من عصور الأساطير والخرافات.
ثمانيةٌ لا يجمعهم جامعٌ سوى ذبح شعبهم قربانًا على مذبح الشهوة للسلطة، وأوهام العقول الشغوفة باستئثار المال والسلاح والهيمنة.
ثمانية دخلوا حياتنا كأشباح، وإذا ما كشفوا عن وجوههم مرة، نراهم كدمى صينية في أيدي الصغار، وكأراجوزات في مسرح، لا صوت لهم ولا إرادة، بل تحركهم أيادٍ خفية، وتنطق عن ألسنة الممثلين.
ثمانية أرجوزات تتحرك بمشيئة أناس لا يحبون الظهور، يقبعون خلف الجدران المغلقة، يعيشون في الكواليس، ويجعلون من رموزهم واجهةً تؤدي الغرض.
ثمانية تتحركهم أصابع البهلوان، وفقًا لدورٍ أعده المؤلف وموّله المنتج، يتحدثون إلى الجمهور بلا لسان، وعند انتهاء الدور والمشهد يُرمى بهم في سلة المهملات..
وهكذا يصير الوطن ساحةً لمسرح العبث، يُختزل مصير أمة في لعبة ثمانية ، لا يربح فيها إلاّ أصحاب الأقنعة، ولا يخسر فيها إلاّ من يصدق أن للدمى قلوبًا تخشع وتحزن ، وعقولًا تفكر وتدرك .
سيأتي يومٌ تُكشف فيه الأقنعة، وتُفضح فيه الألاعيب، ويعود صوت الحق ... الحق الذي لا يُهزم حين يرفض أن يكون رقمًا في معادلة الطغاة ..