البكائيات المسفوحة على صفحات السوشيال
تأييد ما يُدعى بالحكومة الشرعية لا يمكن أن يكون مجانياً، خاصة وأن اهتماماتها طوال السنوات الماضية لم تتجاوز المصالح الشخصية لمسؤولي الشرعية وعائلاتهم. وهذه البكائيات المسفوحة على صفحات السوشيال ميديا حول خطورة الوضع، وضرورة تأييد الشرعية مهما كانت سيئة لا قيمة لها ،ما دامت المسألة بالنسبة لهم مسألة مصالح شخصية تضررت لا غير.
هناك أوراق كثيرة أمام الشرعية لو أرادت الخروج من حالة الترهل والتنبلة. ومن ضمن هذه الأوراق التقارب السعودي–القطري على خلفية الملف السوري، الذي يمكن أن يتحوّل إلى تقارب سعودي–قطري على خلفية الملف اليمني تتخلى فيه قطر عن دعمها للحوثيين وتنتقل لدعم الشرعية حتى في جناحها الإخواني الذي لم يُقصّر في تقديم الخدمات للنظام القطري، حتى ولو على حساب اليمن وحساب التنظيم.
الإمارات أيضًا ليست عدوًا دائمًا ولا صديقًا دائمًا. المناطق التي نسمّيها اليوم محررة، تحررت أغلبها بفضل الدعم الإماراتي.
ولا يمكن تجاوز حقيقة أن المجلس الانتقالي الجنوبي قوةٌ على الأرض، له وزنه العسكري والسياسي والشعبي، ولا يمكن التعامل معه بمنطق التخوين أو الإقصاء. بل المطلوب هو التعامل الواقعي معه والسعي للوصول إلى أرضية مشتركة تخدم استقرار البلد وتحقق مصالح الناس.
الموضوع يحتاج رؤية سياسية صريحة بعناوين صريحة… ويا ريت من غير بكائيات الوطن والوحدة والقدر والمصير. فالفرص التي قُدِّمت للشرعية لتلعب دورها المناط بها في الملف اليمني لم تتوفر لفريق غيرها في تاريخ السياسة، وقد ضيّعتها كلها برخصها وتفاهتها.