أرض الصومال كيان وظيفي للخدمات عسكرية والوجستية
عوامل كثيرة تقف وراء إعلان إسرائيل الاعتراف بجمهورية أرض الصومال كدولة مستقلة! وهو إعلان غريب، خاصة أنه لا وجود دولي حقيقي لهذه الدولة ضمن أي إطار إقليمي أو أممي.
العامل الأكثر وضوحًا هو حاجة إسرائيل إلى قاعدة انطلاق عسكرية مطلّة على بحر العرب وقريبة من باب المندب، من أجل إدارة معركة مؤجَّلة ،لكنها حتمية مع الميليشيا الحوثية.
أما العامل الثاني، وإن كان المسؤولون في أرض الصومال قد رفضوه، فهو انها كانت مشروعا مقترحا لإيجاد أرض بديلة لسكان غزة ،إذا ما أصبح ترحيلهم ممكنًا يومًا ما. ورغم استحالة هذا المسعى حاليًا، إلا أن جنون حكومة المتطرفين الإسرائيلية لا يريد التخلي عنه حتى على المستوى النظري.
وبما أن أرض الصومال دولة غير معترف بها، ولن يتم الاعتراف بها على الأرجح ما دامت هناك حكومة صومالية شرعية يتعامل معها العالم، فإن هذا العامل يصب في صالح إسرائيل. فهي تحتاج إلى كيان وظيفي مستعد لتقديم أي خدمات عسكرية أو لوجستية مقابل بعض الانفتاح والتسويق المشترك.
هل للاعتراف علاقة بتحركات الانتقالي الجنوبي في اليمن ومحاولات الانفصال؟ ليس هناك ما يؤكد أو ينفي. ولا معلومات واضحة حول قضايا التواصل بين الطرفين، وإن كانت هناك إشارات أن نوعا ما من الحوار عبر قنوات سرية قد بدأ.
التحدي القادم يتمثل في موقف الدول العربية الموقعة على الاتفاق الإبراهيمي، من مساعي إسرائيل لإدخال هذه الدويلة الافتراضية ضمنه، وكذلك موقف ترامب من هذه الخطوة، خاصة أنه لا يُلقي بالًا لأي أعراف أو قواعد دبلوماسية، وقد ينجح نتنياهو في جرّه نحو الاعتراف بـ“أرض بلا دولة” صالحة للاستخدامات المتعددة حسب الطلب.