الحرب الجديدة على مأرب مخطط الحوثيين لوضع ايديهم على الغاز والنفط والتوسع إلى المناطق الجنوبية.
التقاريري

عبد الرب الفتاحي |+ اليمني الجديد
يحشد الحوثيون قوة كبيرة على تخوم محافظة مأرب، استعدادا لمواجهة جديدة يرى اليها الحوثيين ،أنها ستفتح لهم مجال للتوسع والسيطرة على محافظة هامة وغنية، ويمثل حلم السيطرة على مأرب مخطط قديم لجماعة الحوثيين، وهي استراتجية ذات ثلاثة ابعاد أحدهما سياسي والأخر اقتصادي، وهناك العنصر الثالث وهو العسكري .
مازال الحوثيون ينظرون لمحافظة مأرب على أنها في حال سقطت، ستعطي عمرا جديد للجماعة التي بدأ وجودها يتلاشى، فيما مشروعها يتدهور وصار الخنق يلتف على عنقها بعد أن فشلت في إدارة المناطق التي تخضع لها، إلى جانب أن اليمنيين عرفوا كل السلوك الوحشي الذي مارسته الجماعة في حق اليمنيين سواء في النهب والاستيلاء على الاملاك العامة والخاصة وكذلك الانتهاك التي توزعت للرجال وكبار السن والنساء والأطفال .
حرب استباقية
يتصور ابراهيم عبد الواسع هو سياسي يمني ومفكر أن طبيعة الوجود الحوثي، كمنظومة عائلية وذات تشبعات خاصة ،ترتبط بمستوى الفهم الذي يجده الحوثيين من جهة والهاشميين من جهة أخرى ، والذي يقوم على سياسة العنف ألا محدود، وهذا العنف الغير اخلاقي يرتبط بمتددات طويلة وتأريخية، تقوم على اذلال اليمنيين واستغلالهم والسيطرة على امكانياتهم وأرضهم .
ويركز ابراهيم على ما يريده الحوثيون من مأرب، هذا يرتبط ذلك برأيه أن الحوثيين يواجهون حرب قادمة ،كما التصنيف الأمريكي شل قدرتهم وجعلهم في حالة انكشاف، هذا التصنيف ضرب واقع استثمار الحوثيين لامكانيات كبيرة واضعف مصالح رأس هرم الحوثيين ،إلى جانب أن سياسات الحوثيين وايران ترتبط بإستثمار الاموال وفق مشروع فوضوي وارهابي .
وقال ابراهيم " الحوثيون سيهاجمون مأرب ،وهم سيطروا خلال السنوات السابقة على ما يقارب من 12 مديرية، المخطط الحوثي يقوم من خلال التركيز على الثروة والنفط، إلى جانب فتح حدود أخرى مغلقة، وواسعة فهم سيكون محاذيين لشبوة وحضرموت والمهرة ،هذا سيعزز موقفهم وسيفتح باب للتهريب وحصولهم على الثروة والسلاح .
مأرب في خطر
يلتف الحوثيين بقواتهم على مساحات كبيرة من مأرب، ويرى الحوثيون أن أهم انجاز لهم لضرب واقع سلطة الحكومة المعترف بها، التي هي مقيدة بضغوطات اقليمية ودولية .
كما أن الجيش في مأرب لا يملك القدرة على المواجهة وحده، مالم يكون هناك موقف سياسي وعسكري موحد، فخلال السنوات السابقة ، لم يتم تأسيس جيش حقيقي يقوم على المهنية والوطنية ،بقدر ما ظلت كل السياسات والمخططات هو في تحويل الجيش ضمن حالة الهيمنة السياسية ، ليكون مؤسسة محددة الأفق، بل كان السعي ما بعد 2015 هو في تحويل واقع الجيش ليرتبط بالإيدلوجية ولا يرتبط بالوطنية، وهذا ما زاد من تعقيد واقع الجيش وفرض عليه مهام محدودة وصراعات داخلية كبيرة .
يوضح علي ثابت الحيدري خبير عسكري، أن مواجهة الحوثيين وافشالهم في مأرب، يقوم على طبيعة الاستعداد من كل الأطراف، التي عليها أن تدرك أن الحوثيين سيأتون للجميع، ولذلك يجب أن تكون هناك قوة كبيرة ليس للدفاع عن مأرب ،بقدر تحرير كل ما كان ضمن مساحة هذه المحافظة ،وسيطر عليه الحوثيون أو احتلوه وضموه أليهم .
وقال علي ثابت " هناك مخطط يمكن أن يضيق الخناق على الحوثيين ،وهو خروج المعركة عن السيطرة، هذا يعني أن تفتح كل الجبهات وتحرر الحديدة، ومن ثم يجب أن تكون المعركة ذات استراتجية تفكيك قوة الحوثيين في البيضاء واسقاطها ومن ثم اسقاط ذمار ويريم بعدها سوف تسقط تعز وإب .
وأضاف أن الحوثيون سيقررون اعادة الحرب، لكن في حال وجدوا أنها ليست لصالحهم ،سيتجهون كالعادة لمحاولة ايقافها ،سواء في الخضوع لأي اتفاق وقتي لإعادة تجميع قوتهم، أو من خلال محاولة اطلاق الصواريخ على مدن سعودية أو اماراتية ،وذلك للضغط على عدم سقوطهم وانهيارهم .