خط كرش الشريجة رغم الحديث عن مساعي اعادته لكن تبدو التعقيدات والتفاصيل هي من تغلقه
التقارير
ينتظر الكثير من المواطنين انتهاء الوضع القائم ،الذي أبقى طريق كرش والشريجة مقطوعا لعشر سنوات ،فقد أثر انقطاع الخط على آلاف السكان والمسافرين ،الذين يجدون أن فتح هذا الطريق سيمثل خطوة هامة لاعادة الحركة لمناطق ،انعدم فيها السفر وحيوية العبور الدائم للعديد من المحافظات، وكلف ذلك المواطنين الكثير من الوقت والجهد للوصول لمناطقهم.
وهذا ما عزز قناعة سكان مناطق كرش إلى جانب العديد من المناطق التي تقع بالقرب من الخط الواصل بين تعز وعدن ،بفتح الخط الاسفلتي واعادته للعمل ،بعد أن ظلت تلك المناطق معزولة لعشر سنوات منذ بدأ الحرب ،واستهداف جسر عقان الذي يربط بين ضفتي عقان والضفة الاخرى المقابلة له والتي يفصل بينما وادي تبن، الذي يجتمع مع وادي ورزان في أسفل الجسر .
وتحدثت مصادر عن وجود وساطات محلية لفتح خط كرش، وأن لجنة وساطة حكومية تسلمت موافقة من القوات الحكومية وجماعة الحوثيين لاعادة فتح الطريق
مصادر وفق ما ذكره فارس الحميري صحفي أن لجنة محلية قامت بالنزول الميداني، لمعاينة المنطقة ،تمهيدا لبدء إجراءات عملية الفتح خلال الفترة القادمة.
لجنة الوساطة المحلية دعت الشركات ورجال الأعمال المساهمة العاجلة لشق طريق بديل في المنطقة المحيطة بجسر عقان، وتمويل مشروع إعادة تأهيل الجسر المدمر منذ أبريل 2015، لتسهيل حركة مـرور المسافرين والأهالي.
ويعد خط كرش من أهم الخطوط الهامة الواصلة بين المناطق الشمالية والجنوبية ،حيث مثل هذا الخط نقطة الانتقال والسفر لملايين اليمنيين ،وكان أكثر الخطوط الذي عبرت من خلاله آلاف السيارات ووسائل النقل الكبيرة، ومثل أثناء تحقيق الوحدة رمزية لربط الشطرين وعبور اليمنيين من كلا الشطرين.
في ذات السياق نفى المكتب التنفيذي في كرش والقبيطة صحة الأنباء المتداولة بشأن وجود تحركات شعبية أو تنسيق محلي مع "الطرف الآخر" لإعادة فتح الطريق، نافيا وجود أي مبادرات بهذا الشأن، وأن أي قرار يتعلق بفتح الطريق لن يصدر إلا عن القيادة السياسية والعسكرية العليا، وليس من خلال وساطات محلية أو ضغوط إعلامية.
ودعا المكتب التنفيذي في القبيطة كرش وسائل الإعلام والنشطاء إلى توجيه اهتمامهم نحو القضايا الأهم التي تمس حياة المواطنين في المديرية، وعلى رأسها تسليط الضوء على الدمار الذي طال البنية التحتية، والمرافق العامة، والمكاتب الحكومية، والعمل على إطلاق حملات ووسوم (هاشتاجات) لمناشدة المنظمات والجهات المانحة بالإسراع في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، بما في ذلك إعادة تأهيل جسر عقان وطريق عقان – كرش، الذي يشكل معاناة كبيرة للمسافرين، خصوصاً خلال موسم الأمطار والسيول.
تسهيل حركة المسافرين والبضائع
التحول الاهم من وجهه نظر فهمي عبد الله علي" كاتب وناشط "هو فتح طريق كرش الشريجة بعيدا عن أي اعتبارات فالطريق لا ترتبط بظروف معينة، أو وجه نظر محدودة لإن ما سيحصل عليه الناس سيكون ايجابي كما أن فتح الطريق هو ضمن الاولويات التي تخدم الناس وتسهل حركات المسافرين والبضائع .
وقال فهمي " هذه الطريق حيوية كونها تحمل درجة من الاهمية، والاعتماد عليها يمثل جانب مهم في ازالة التعقيدات التي تشكلت في فترة من الفترات، حيث أن طريق كرش الشريجة تعد أكثر الطرق التي يعبر منها المسافرين، لانها ترتبط بعدة محافظات"
وأضاف أن هذه الطريق تحمل رمزية حقيقية ،سواء في كونها تشكل مركز الثقل والتي يفضلها الكثير من المسافرين ،حيث تعاني المناطق التي يعبر بها الخط من واقع معقد، مع انقطاع حركة السيارات كما أن تكاليف التنقل بعيدا عن خط كرش الشريجة أصبح مكلف، وبدلا من قطع مسافات محدودة وبتكاليف أقل ،إلا أن الاعتماد على الطرق أخرى خلق معاناة للعديد من المواطنين لإنهم يتجهون إلى مناطق بعيدة ولا يستطيعون الوصول إلى مناطقهم مع ما أنتجته الحرب الراهنة من أزمات وظروف استثنائية .
وقال فهمي " الحرب في اليمن شكلت واقع مختلف كونها كانت قريبة من الطرقات وتضرر منها اليمنيين حيث اندلعت هذه الحروب بالقرب من مناطق حركة السكان وهذا أثر على سفرهم ، والحوثيين كانوا هم من تسبب بقطع الطرقات ،لإنهم اعتمدوا على الطرق لفرض سيطرتهم، كما أنهم كانوا أول من مارس تلغيم وتفجير العديد من الطرقات ظواتجهوا لفرض قواعد اشتباك غير اخلاقية لانهم شكلوا سياسات تفكيك الطرقات والمجتمع لتشكيل واقعهم ومصالحهم."
الطريق الاولى للمسافرين وانتقال السلع
الشيخ عادل منصور السرحاني يرى أن فتح خط طرش الشريجة، سيجعل المسافرين والحركة تعود لتنتعش في المنطقة كما كانت ،وسيكون مثل هذا الخيار ايجابي للكثير من المسافرين ،الذين يختارون طرق وعرة وغير أمنة، حيث مثل قطع هذا الخط قرار سلبي على واقع السكان والمنطقة التي تردت .
وقال السرحاني " طريق كرش الشريجة لها بعد اخلاقي وانساني، رغم أن هذه المنطقة شهدت أشد المعارك من أجل منع السيطرة على المناطق الجنوبي، حيث عبرت القوات التي سيطرت على الجنوب وعدن من الشريجة كرش، ولذا فإن الناس مازال لديهم تخوف، لكن في أي اتفاق هناك ضمانات أمنية وعسكرية وسياسية .
وفقدت المنطقة حيويتها على امتداد مساحة الخط، حيث لم تعد المنطقة كما كانت ،وشكل قطع هذا الخط اشكالية، حيث كان هناك آلاف المسافرين يمرون يوميا ،وهناك بضائع وسلع وحركة تجارية واسعة لم تنقطع وكانت حركة المسافرين واسعة، ويعد هذا الخط الأكثر عبور للبضائع والمسافريم وهذا اهم ما تميز به هذا الخط بعد افتتاحه بعد تحقيق الوحدة .
وأضاف عادل السرحاني أن أهم خطوة هو أن اعادة هذا الخط لما كان عليه سابقا، إلى جانب أن يقوم التحالف بإصلاح جسر عقان الذي يمثل أسس اعادة الحركة فيه ،إذ أن جسر عقان هو احد اهم المشاريع في بنية الطرقات ولا يمكن أن يعود الخط إلا من خلال اصلاح جسر عقان بالشكل الذي كان عليه ،وربما أن بقاء خط كرش الشريجة مغلقا أن هناك من لا يريد اصلاح هذا الجسر، ولذلك تأخر اعادة افتتاحه لسنوات، وكلما تحرك البعض للمطالبة بفتح الخط كانت العقبات والتعقيدات أوسع والتفاصيل هي من تمثل العائق .