بين الفساد والإهمال.. معاناة جرحى الحرب في تعز تتفاقم في ظل تسيس هذا الملف

التقارير
عبد الرب الفتاحي + اليمني الجديد

فرض مسلحون في محافظة تعز صباح اليوم حالة اغلاق كلي  للمنفذ الشرقي الواصل بين مدينة تعز ومنطقة الحوبان، احتجاجاً على تأخر تسفير أحد الجرحى للعلاج في الخارج، فيما تجمع مئات المسافرين دون القدرة على تجاوز جانبي الخط، مما أعاق حركة التنقل وتسبب في معاناة إضافية لهم.

ملف الجرحى يمثل أحد الملفات الشائكة، التي تعود في كل مرة لفرض خيارات الهدف منها استغلاله وزيادة الاضطراب الداخلي في المحافظة ،لفرض أجندة قد لا تكون لصالح الجرحى أنفسهم ،فخلال السنوات الماضية أًُستغل الجرحى لاحداث نوع من الاضطراب الداخلي، إلى جانب وضعهم كأحد الاوراق التي تم اللعب بها كثير لتغيرات سياسية ومصالح خاصة .

اخراج ورقة الجرحى الهدف منها حسب ناشطين وسياسيبن ، هو الضغط لمصالح مرتبطة بإجندة سياسية ،و ليست لصالح الجرحى أنفسهم .

معاناة  الجرحى صارت  بحاجة إلى اصلاحات فعلية وعمل مؤسسي ، كون الاطراف التي تحركها الآن تعمل على تعطيل بعض القرارات واضعاف اي تغير في المستقبل ، أو التغطية على واقع الفساد في بعض المؤسسات ،خاصة في ظل انكشاف حجم الفساد في المحافظة ،حيث تذهب ملايين الدولارات لمصالح قوى فساد عميقة، هي من تعطل اي تنمية حقيقية في المحافظة ، إلى جانب أن هناك من يريد خلط الاوراق وتشتيت الانتياه عما يجري في محافظة تعز الآن

الاستيلاء على المليارات لمعالجة الجرحى

نشطت في تعز خلال السنوات الماضية عمليات اقتطاعات لملايين الريالات يوميا، مع فرض الاتاوات والأموال التي تأخذ لصالح محور تعز والاجهزة الأمنية، على الكثير من القطاع الانتاجية والغاز وضرائب القات والجوازات والبطائق الشخصية ،بأسم الجرحى ودعم الجيش.

ملف الجرحى يمثل أحد الملفات الشائكة، التي تعود في كل مرة لفرض خيارات ، الهدف منها استغلاله وزيادة الاضطراب الداخلي في تعز.

ملف الجرحى لم ينال أي اهتمام، والجرحى مازالوا مثخنين بالاوجاع والاهمال منذ أن أصيبوا ، فيما الاموال التي تأخذ بأسمهم تستثمر لصالح قيادات عسكرية وأمنية ، ولم تتوفر لجرحى تعز لسنوات صناديق لرعايتهم ومعالجتهم ،أوالاهتمام بظروفهم الخاصة ووضعهم الذي تشكل ما بعد الاعاقة أو الاصابة .

على كل جواز سفر ،وعلى كل بطاقة شخصية ،وعلى كل اسطوانة غاز يفرض محور تعز العسكري  الملايين يوميا ،لكن لا شيئ يصل للجرحى، فظروفهم حسب مقربين منهم سيئة، فيما تمارس القيادات العسكرية ومحور تعز متأجرة حقيقية بواقع الجرحى، لكنه " أي المحور "وقت الضرورة يخرجهم لمصالح سياسية، وهناك اختلاف بين الجرحى الحقيقيين في الحرب والجرحى السياسيين ،الذين يتحركون وقت الطلب وضمن مصالح الضغط وعرقلة الاصلاحات السياسية والإدارية، واحيانا يستخدم الجرحى لتعزيز واقع فساد يعض الجهات والاطراف السياسية على واقع الحياة السياسية والعسكرية.

حاول المحافظ أمين محمود اتخاذ قرارات بإعادة هيكلة اللجنة الطبية ،ورفع  تقارير دورية دقيقة عن الحالات والمصروفات، إلى جانب منع التدخلات غير القانونية في عمل اللجنة.

اخراج ورقة الجرحى الهدف منها حسب ناشطين وسياسيبن ، هو الضغط لمصالح مرتبطة بإجندة سياسية ،و ليست لصالح الجرحى أنفسهم ، في ظل خضوع هذا الملف الشائك لمصلحة سياسة أضرت بالجرحى كثيراً ، وتسببت بزيادة الواقع الفوضوي في واقع محافظة تعز،  وابقاء المجتمع وواقع الاصلاحات ضمن سياسات الابتزاز التي تعمل عليها بعض  الاطراف ، خاصة مع  زيادة المطالبات الجارية في تعز لمواجهة الفساد.

وفي ظل الفساد المسيطر على ملف الجرحى واستغلاله فقد أصبح مئات الجرحى لا يجدون الرعاية والاهتمام، فيما تم السيطرة على  الدعم المخصص للجرحى لمصالح سياسية، فيما يتم استخدام معاناتهم  لفرض أجندة وخيارات لا تصب لصالحهم خلال 8 السنوات الماضية  ،فيما زادت المطالبات بفتح تحقيقات عن الملايين التي خصصات للجرحى من قبل الحكومات المتعاقبة، أو من خلال الاموال والاتاوات والخصميات التي تأخذ لصالح هذا الملف ،ولم تصل للجرحى ،ومن هي الجهة المستفيدة في استثمار هذا الجانب .

محاولة معالجة ملف الجرجى

عمل محافظ السابق أمين أحمد محمود (محافظ تعز في الفترة 2017–2019) نحو اتخذ عدة معالجات جذرية ،كان الهدف منها ايجاد معالجات نهائية لملف جرحى الحرب في المحافظة، وذلك مع استغلال وضعهم واستثمار هذا الجانب لسنوات .

وأتجه أمين لتشكيل لجنة للتحقيق في فساد ملف الجرحى ، وذلك بتوجيه النيابة العامة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والاستخبارات العسكرية ،وممثلين عن رابطة الجرحى للنظر إلى واقع ما يعانيه الجرحى، والاموال المخصصة لهم، والاسباب التي أدت في تغيب أي تصحيح وتأدية مهام اللجنة المختصة بالجرحى.

في ظل الفساد المسيطر على ملف الجرحى واستغلاله فقد أصبح مئات الجرحى لا يجدون الرعاية والاهتمام، فيما تم السيطرة على  الدعم المخصص للجرحى لمصالح سياسية

حاول محافظ المحافظة أمين محمود ،التحقيق في التجاوزات المالية والإدارية في ملف علاج الجرحى، داخلياً وخارجياً ،ومحاسبة المتورطين في الفساد.

وسعى المحافظ أيضاً للقيام بزيارات ميدانية للجرحى داخل تعز وخارجها ففي سنوات توليه ،زار الجرحى في مستشفيات تعز واستمع لمطالبهم، كما سافر إلى القاهرة لزيارة الجرحى المتواجدين هناك، واطلع على أوضاعهم الصحية والمعيشية، وتعهّد بتوفير الدعم اللازم بالتنسيق مع الجهات الحكومية.

لم يكتفي المحافظ أمين بالزيارات وتشكيل لجنة تحقيق، بل عمل على توفير مخصصات مالية عاجلة ،ووجه بصرف  500 مليون ريال كمخصصات طارئة للجرحى ،و500 مليون ريال أخرى، كدعم من الحكومة الشرعية، لتغطية تكاليف العلاج في الخارج والداخل.

عمل محافظ السابق أمين أحمد محمود (محافظ تعز في الفترة 2017–2019) نحو اتخذ عدة معالجات جذرية ،كان الهدف، ايجاد معالجات نهائية لملف جرحى الحرب في المحافظة

وفي الجانب الاخر دعا وزارة المالية والحكومة لمواصلة الدعم المالي وتغطية الالتزامات العاجلة كما رفض تسييس ملف الجرحى معتبراً أن ملف الجرحى "إنساني بحت" ولا يجوز استخدامه سياسيًا أو حزبيًا ورفض المتاجرة بآلام الجرحى ورفض استغلالهم من قبل جهات نافذة.

تنظيم عمل اللجنة الطبية ومواجهة الفساد

أصدر المحافظ أمين محمود  قرارات بإعادة هيكلة اللجنة الطبية ورفع  تقارير دورية دقيقة عن الحالات والمصروفات إلى جانب منع التدخلات غير القانونية في عمل اللجنة.

كما عمل للتنسيق  مع الحكومة الشرعية وتواصل مع رئاسة الوزراء ،لتأمين دعم إضافي ساهم في تسهيل إجراءات سفر الجرحى للعلاج في الخارج.

ولم تتوقف الطرق الاجرائية التي قام به المحافظ في ايجاد المعالجات، والتي كانت شاملة ومبنية على المساءلة والشفافية، وركزت على فقد تطهير الملف من الفساد.

كان من ضمن السياسات والقرارات التي أتخذت وقتها، تأمين التمويل وتحسين ظروف العلاج ،وإخراج الملف من دائرة النفوذ الحزبي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى