تكوّن خلايا عصبية جديدة في أدمغة البالغين يعيد الجدل حول تجدد خلايا المخ البشري.
الصحة
وصلت دراسة علمية سويدية للتأكيد على تكوّن خلايا عصبية جديدة في أدمغة البالغين، وهذا ما يعطي حلولا فعالية لعلاج أمراض الدماغ كالزهايمر والاكتئاب.
فبعد عقود من الجدل العلمي حول قدرة الدماغ البشري على تكوين خلايا عصبية جديدة في مرحلة البلوغ، أعلن فريق بحثي سويدي تحقيق اختراق علمي يُعزز هذا الاحتمال، بعد رصد خلايا عصبية حديثة التكوين في أدمغة أشخاص بالغين تصل أعمارهم إلى 78 عامًا.
الدراسة التي نُشرت في دورية ساينس Science العلمية، استطاع الباحثين لأول مرة تحديد الخلايا الأصلية المسؤولة عن إنتاج الخلايا العصبية الجديدة، والمعروفة باسم "الخلايا السلفية"، وهي خلايا قادرة على الانقسام والتحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا داخل جسم الإنسان.
ولمح جيرد كامبرمان، أخصائي علم الأعصاب بجامعة دريسدن الألمانية: "لدينا الآن أدلة قوية تؤكد تحول الخلايا السلفية إلى خلايا عصبية داخل المخ البشري".
من المعروف أن الدماغ البشري يولد بنحو مئة مليار خلية عصبية، يتناقص عددها تدريجيًا مع التقدم في العمر. وكانت أبحاث سابقة قد رصدت خلايا عصبية غير ناضجة في أدمغة بشر بالغين، دون حسم ما إذا كانت خلايا جديدة أو خلايا غير مكتملة منذ الولادة.
الاكتشاف الجديد تحقق على يد مارتا باترليني، أخصائية طب الأعصاب بمعهد كارولينسكا السويدي وفريقها البحثي، الذين استخدموا تقنية "تسلسل الحمض النووي الريبوزي" (RNA sequencing) لتحليل أكثر من 100 ألف خلية في منطقة الحصين، المسؤولة عن الذاكرة.
وكشفت الدراسة وجود خلايا عصبية غير مكتملة النمو وخلايا سلفية في أدمغة الأطفال المتبرع بها للأبحاث، وكذلك في أدمغة 19 شخصًا بالغًا تراوحت أعمارهم بين 13 و78 عامًا، باستثناء حالة واحدة فقط.
ويرى العلماء أن هذا الاكتشاف قد يفتح الطريق أمام فهم أفضل للعديد من الأمراض العصبية مثل الزهايمر والاكتئاب، إذ يؤكد أونوت دوميترو، المتخصص في طب الأعصاب بمعهد كارولينسكا، أن "فهم كيفية تكوّن الخلايا العصبية لدى البشر قد يمهد الطريق لعلاجات جديدة للأمراض العصبية والنفسية".