أزمة المياه في تعز تفاقم معاناة المواطنين وسط الاعتماد على الشراء وارتفاع أسعار الصهاريج
الأخبار المحلية
تمثل أزمة المياة في تعز أعقد ما يعيشه ملايين السكان، الذين يعيشون في مدينة مازال سكانها يحتاجون إلى الماء بشكل مستمر، بينما ما ينفقونه من أجل توفير الماء يأخذ الكثير من المال.
فأسعار توفير الماء" البوزات" مرتفعة بشكل كبير ،وأصبح السكان في فترة محدودة يحتاجون لشراء الماء، وتعبئة الخزانات على منازلهم، ويصل سعر 2000 لتر ما يقارب خمسة عشر ألف ريال .
أزمة تعز المعقدة
يقول محمد سفيان" مختص في المياة والبيئة " أن انعدام الماء والصعوبة في توفيره إلى جانب الطلب المتزايد عليه، يشكل أساس أزمة تعز المعقدة التي كانت موجودة منذ عقود"
وأضاف أن هذه الازمة مازالت متجذرة، ولم يكن هناك حل لأزمة انعدام المياة سواء في فترة نظام صالح أو في الفترة الحالية ،حيث أن هناك من يتهرب في ايجاد خيارات ولو محدودة ،لتسهيل وصول المياة إلى المنازل ولو كان هناك فترات متباعدة .
وحسب حديث سفيان، فإن تعز تحتاج لكميات هائلة من المياة ،وكان هناك حديث قبل عقدين عن تحلية مياة البحر، لكن ذلك الحديث لم يكن واضح ،وليس هناك محاولات حكومية حقيقية في ذلك الوقت لمعالجة أزمة تعز، كما أن زيادة السكان في المدينة زاد من كميات المياة التي يحتاجها السكان .
المياة العقدة المستمرة
يضع السكان في تعز مشكلة المياة ضمن الاولويات اليومية لهم ،إذ أن حاجة المواطنين في مدينة لا تتوفر فيها احتياطات مائية كافية أصبح ضروري.
لكن مع الاعتماد الكلي للمواطنين لتوفير المياة عبر البوزات، فهذا شكل معضلة مستمرة، فقد يحتاج المواطن لميزانيات كبيرة لشراء الماء حسب واقع الاسرة وعددها وكذلك استخدام المياة حيث يختلف استخدام المياة من عائلة إلى أخرى.
أمين سالم احمد" مواطن" يشعر أن احتياجه للماء يشكل في حد ذاته ازمة كبيرة فهو يفكر بتوفير الماء وكذلم يظل قلقع أكبر إذا انتهى الماء من الخزان الذي يقوم بتعبئته وهو بحجم (2000) لتر .
وقال سالم " يحتاج الساكن في تعز كل اسبوع لما يقارب 15 ريال لتعبئة الماء كل أسبوع، وهذا المبلغ ليس سهل هو مبلغ كبير ومؤثر فهناك مواطنين مستأجرين وهم يوفرون المبالغ الخاصة بالايجار والتي تكون كبيرة لكن ميزانية الماء في الشهر قد تصل إلى ما يزيد عن 60 ريال وقد يكون هناك عدد كبير من المواطنين وضعهم المادي صعب "
وأضاف أن محافظة تعز فيها الكثير من السكان ،ومازال هناك من يختارها للسكن فيها ، وهذا بحد ذاته يزيد من الضغوطات على ما تعيشه من أزمات ،فتعز ليس لديها بنية تحتيه حقيقية ومشاريع في الكهرباء والمياة والطرقات، ولذلك كلما زاد السكان زاد الطلب على المياة التي يعمل مالكي البوزات على توفيرها من مناطق بعيدة.
زيادة الحاجة للمياة
حسب خبراء ومختصين تواجه محافظة تعز أزمة مياه خانقة، وتصل الاحتياجات اليومية لسكان المدينة 70 ألف متر مكعب، بينماويصل الإنتاج اليومي من الآبار التابعة للمؤسسة المحلية للمياه 5 آلاف متر مكعب، أي ما يعادل 7% فقط من الاحتياج الفعلي.
ت هذه الفجوة الكبيرة بين العرض والطلب تعود إلى عدة عوامل منها توقف معظم الآبار عن العمل: من أصل 88 بئرًا كانت تغذي المدينة، حيث لا يعمل حاليًا سوى 21 بئرًا، بسبب الأضرار الناجمة عن الحرب، ومشاكل التملح، وانقطاع الكهرباء المستمر.
فيما يفيد سائقو صهاريج نقل المياه إلى محافظة تعز أن أزمة المياه في تعز تعود لوجود أطقم عسكرية ،منعت تشغيل الآبار في منطقة الضباب من الساعة 6 مساء وحتى 6 صباحا
.
كما أن سيطرة الحوثيين على مصادر المياه ،كان له تأثير مباشر على زيادة خنق تعز وقطع المياة عنها، حيث يقع أربعة من أصل خمسة أحواض مائية رئيسية خارج سيطرة الحكومة، حيث يستخدم الحوثيون المياه كسلاح من خلال منع تدفقها إلى مدينة تعز.
وتؤدي أزمة الطاقة إلى نقص الوقود مما يؤدي إلى توقف مضخات المياه عن العمل، مما يعيق عملية الضخ والتوزيع.
ومع وجود هذه العوامل المعيقة لوصول المياة ، فإن السكان صاروا يعتمدون على مصادر بديلة مثل شراء المياه من صهاريج خاصة بأسعار مرتفعة، أو جمع مياه الأمطار، أو الحصول على مساعدات من منظمات إنسانية.
وحسب المختصين فإن تعز تحتاج لمشاريع ضخمة واستراتيحية ،تساعد على توفير المياة ،وكذلك استدامة تدفق المياة دون انقطاعها ، وهذا يحتاج إلى ميزانيات كبيرة وهائلة لبناء هذه المشاريع والبنية التحتية الخاصة بتوفير وتوصيل وتخزين المياة.