قرار مجموعة هائل سعيد يشعل غضبًا شعبياً واتهامات لها بالسعي لإبقاء الأسعار مرتفعة
الأخبار المحلية
أحدث بيان مجموعة هائل سعيد أنعم تأثيرا سلبي واسع على سمعة المجموعة، بل وزاد من حجم التشكيك بدورها في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها ،حيث أعتبر العديد من الصحفيين والمثقفين أن ما قامت به المجموعة على أنه يمثل تجاوزا وانقلاب على واقع قرارات الحكومة .
فيما وصف مواطنون أن المجموعة ببيانها أظهرت تعاملها غير القانوني إلى جانب انتهازيتها ،ووضع مصلحتها فوق مصلحة اليمنيين، الذين لم يعد لديهم القدرة لتوفير الغذاء، بعد أن رفعت المجموعة اسعار المواد الغذائية كالقمح والدقيق والزيوت والبسكويات بشكل كبيرة خلال فترة المضاربات ،وتعاملت مع واقع المضاربات وانهيار العملة ولم تتجه للتعامل مع اصلاحات الحكومة .
السطو على نصف الدعم النقدي المخصص من البنك
صالح البيضاني وهو كاتب وصحفي بدأ مستاءً أن من موقف مجموعة هائل سعيد وهي حسب رأيه المجموعة الاقتصادية العملاقة و التي ارتبط اسمها في سنوات التأسيس بالخير والعطاء من خلال مؤسسيها من الجيل الأول.
وقال "تحولت شيئاً فشيئا إلى كيان تجاري شجع كغيره من الكيانات في المجال الاقتصادي ،ولم يتبق من الصورة النمطية الجميلة إلا صورة المؤسس العصامي النبيل صاحب اليد البيضاء."
وقال البيضاني "تخلت المجموعة عن كثير من أعمالها الإنسانية تباعا ،ولم يعد لها أي مساهمة اجتماعية تذكر في زمن الحرب والمجاعة وأبتلعت نصف الدعم النقدي المخصص من البنك المركزي لدعم العملة وضغطت لإلغاء العديد من قرارات البنك المركزي لاحقا.
وأضاف أن المجموعة تحدثت بلغة احتكارية غير مسبوقة، لتبرر رفضها الانصياع لإجراءات ضبط الأسعار، في المحافظات المحررة التي أعلنت عنها الحكومة الشرعية.
ووضح أن المجموعة تستمر في دفع الضريبة وحتى المجهود الحربي، في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.
وأعتبر أن الشركة التي ارتبط إسمها باليمن، لم تعد اليمن سوى إقليم في خارطة نشاطها العابر للحدود ،وحتى التزاماتها الأخلاقية والإنسانية تجاه الوطن الذي انطلقت منه.
الأثر العكسي على استقرار الصرف
عبد الرحمن أنيس" صحفي" أكد أسوأ ما في بيان مجموعة هائل سعيد أنعم ،يكمن في الأثر العكسي المحتمل على جهود استقرار سعر الصرف.
وقال "حين تصدر مجموعة تجارية بهذا الحجم بيانا تقول فيه " بشكل غير مباشر "إنها لن تخفض الأسعار الآن رغم تعافي العملة، فإنها ترسل إلى السوق إشارات سلبية خطيرة، منها أن سعر الصرف الحالي "غير مستدام" أو أن تعافي الريال "مجرد موجة مؤقتة أو أن الفجوة بين السوق وسعر الصرف الرسمي لا تزال قائمة.
وأضاف هذه الرسائل وإن لم تُصرِّح بها المجموعة صراحة تؤثر على ثقة الناس بالسوق، وتدفع المضاربين والتجار إلى تجميد التخفيضات، أو حتى إعادة رفع الأسعار تحسبا لأي انتكاسة مرتقبة في الصرف.
وعبر أنيس عن تخوفه من احتمال وجود ضربة مزدوجة حيث " لا انخفاض فعلي في الأسعار، ولا استقرار حقيقي في قيمة الريال."