استهداف المقاطرة يعمّق التوتر… وتحذيرات من اقتراب تعز من مرحلة الانفجار

الأخبار المحلية
ياسين عبد الله المقطري +

تقترب محافظة تعز من واقع تصعيدي ربما يمثل مؤشر على مدى اختيار الناس للمواجهة، وعدم الصمت على تجاوزات واسعة، تطورت وأخذت تدفع الناس إلى عدم الصمت، بعد أن وصلت تلك التجاوزات للقتل والسجن غير القانوني .

ومع تحول السلطة في تعز إلى شريك في عدم تحقيق العدالة ،اضافة إلى بقاء واقع التجاوزات مفتوحا، إلى جانب غياب مصداقية المؤسسات العسكرية والأمنية، وحمايتها للعديد من الذين مارسوا القتل ونهب الممتلكات، بالإضافة إلى التعمد  في استغلال المواطنين لمصالحهم الخاصة والسياسية .

اللجؤ للعنف مع انعدام العدالة

واقع محافظة تعز قد لا يكون مستقرا في حال بقاء الوضع كما هو عليه ، وقد تؤدي ظروف العبث بمصالح الناس من قبل السلطات ، إلى مواجهة بينها وبين  المجتمع، وما حادثة المقاطرة إلا بداية لصراع حسب مراقبين، وقد يكون اللجوء للقوة خيار أمام المواطنين لحماية وجودهم ومصالحهم ،في ظل تهرب السلطات الأمنية في ضبط العديد من المتهمين ،والتفافها في عدم حل العديد من القضايا .

رامز المقطري كشف على صفحته في الفيس بوك أن  قرى المقاطرة تحاصر وتباد بسلاح الجيش ،الذي ترك جبهات القتال وحول السلاح فوق المدنيين .

ووضح المقطري أن القصف مازال مستمر فوق بيوت المدنين ،ووصف ما يجري على أنها جرائم ابادة وحرب، ترتكب الان في المقاطرة من قبل الواء الرابع جبلي الذي يقودة أبو بكر  الجبولي.

وكيل محافظة تعز رشاد الأكحلي أعتبر هذا التصعيد المبالغ فيه يُعد تجاوزًا صارخًا للقانون وتهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق.

وطالب وكيل محافظة تعز إلى حماية أبناء المقاطرة فوراً، ومنع أي أعمال عسكرية أو تحشيد ،تهدد حياتهم و ممتلكاتهم.
وأكد على أهمية فتح تحقيق مستقل وعاجل لمعرفة ملابسات الأحداث، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في أحداث المقاطرة والأحداث السابقة، بما يضمن احترام القانون وسيادة الدولة.
كما اعرب الاكحلي على ضرورة معالجة أسباب التوترات المتراكمة بشكل عاجل ،لمنع تكرار هذه الأحداث وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال الاكحلي :" أبناء المقاطرة الذين واجهوا مليشيا الحوثي منذ الوهلة الأولى، لا يمكن أن يكونوا عرضة للاتهام أو التخوين، فهم جزء من المجتمع الوطني المدافع عن أمن واستقرار البلاد.

وأضاف إن الحفاظ على هيبة الدولة وأمن المواطنين، يتطلب تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، وأن حماية أبناء المقاطرة وتحقيق العدالة ،هما السبيل الوحيد للحفاظ على السكينة والاستقرار في المنطقة.

تجاهل الحقوق وفرض الانتهاك والتجاوز

الاشتباكات التي شهدتها المقاطرة قد تفتح الباب لصراع طويل في محافظة تعز ، فيما يعاني السكان من تجاوزات وانتهاكات وحوداث قتل استمرت منذ سنوات ،دون أن تتجه السلطات الأمنية والمحلية مع ذلك لوقف الواقع المتصاعد .

وحسب تأكيد مواطنين، فإن مناطق عدة تخضع اللواء الرابع مشاة جبلي، شهدت خلال السنوات السابقة ظروف من القتل والاعتقالات ،ولم يقوم  المجلس الرئاسي والسلطات المحلية في لحج وتعز في ايقاف مثل هذا التجاوز، ورغم موقف المجتمع الرافض لمثل هذه الاعتداءات والدعوة لوقفها ،فإن مثل هذه السياسة تمدت إلى ما هو أوسع، حيث تعرض الكثير من المواطنين للقتل والانتهاك والاعتقال، وبذلك صار واقع المقاطرة ومدينة التربة هو الأسوأ.

وضاح سالم علي ناشط حقوقي ومدني يؤكد أن ما يحدث في المقاطرة ،هو نموذج على اعتلال واقع المؤسسات ووظائف الالوية العسكرية والواقع الأمني ،التي تحاول فقط لفرض واقع القمع والقتل ،وذلك من خلال وجود مخططات سياسية ،وحماية لأشكال من الاجرام والانتهاك الذي تمادى خلال سنوات السابقة ووصل إلى القتل والاعتقال والتصفية ومداهمة المنازل .

وقال وضاح سالم :" المجلس الرئاسي والحكومة جزء مما يحدث في تعز ،حيث استمر الصمت حيال ما يمارسه اللواء الرابع، ولم يتحرك المجلس الرئاسي لآحداث تغير في الجيش والعمل المؤسسي ،وكذلك كان هناك تؤاطو وهذا ما شجع قيادات الوية عسكرية وأمنية ومحلية، على الاستمرار في استهداف المواطنين وتشكيل مصالح خاصة ونهب الموارد وممتلكات الناس"

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى